في الوقت الذي يشيد فيه سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بكتّاب الأعمدة في الصحافة المحلية وجهودهم الكبيرة في خدمة الوطن، نرى في المقابل بعض المسؤولين لا يقدرون كتّاب الأعمدة، ويعتبرونهم من الهوامش في المجتمع. والغريب والخارج عن منطق التركيب، هو عندما تلتقي بهؤلاء المسؤولين في أية مناسبة كانت، تراهم ينتقون أجمل الكلمات لتوزيعها على خارطة حديثهم مع الكتاب، حتى يخيل إليك أنهم شعراء يخفون في ثناياهم موهبة حقيقية. يسرفون في استخدام اللغة الموغلة في الإطراء، وأنهم متابعون دائما ما يكتبه الصحافيون والكتّاب الذين يلعبون دورا مهما في المجتمع، ليس على المستوى المحلي فحسب، إنما أيضا على المستوى الخليجي والعربي، لكن ما إن ينتهي اللقاء حتى تندفع المياه إلى غير مجاريها وتبدأ تفاصيل الصورة الخارجية والداخلية.
هؤلاء المسؤولون ونحمد الله أنهم قلة قليلة في مجتمعنا، يعيشون في عزلة ضبابية عن الدور الكبير والمؤثر الذي يقوم به كتاب الأعمدة في الصحافة المحلية، هذه الصحافة الأكثر حضورا والأكثر غنى ومعرفة وأصالة على مستوى المنطقة، وتشغل موقعا بارزا ومهما في المنجز الإعلامي الخليجي والعربي عموما، وعلى رأي الكاتب المصري الراحل يوسف إدريس.. “من ينظر إلى الصحافي بالمقلوب عليه أن يحيل نفسه على التقاعد”!
التجارب التي نعيشها كصحافيين وكتّاب أعمدة، دائما نستخلص منها الدروس والعبر والحقائق الصائبة، ونندمج مع اللون والخط لتحديد وتفسير اللوحة التي أمامنا وتذوقها، والمسؤول الذي يضفي على نفسه القدسية ويقف في جزيرة نائية عن الصحافة سترفضه التواريخ وسيبقى وحيدا يحدق في أمواج النسيان ويتمتم بلغات منسية.
*كاتب بحريني