سأتطرق في هذا المقال لبعض سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أدت إلى تغيير الكثير من الأنماط الاجتماعية في المجتمع، بما في ذلك تأثيرها على الأسرة، فنجد تحدث أفراد الأسرة مع بعضهم البعض قل بشكل كبير بالمقارنة مع السابق، فالجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة أدى إلى تفكك الأسرة واكتساب الأطفال عادات سيئة بسبب قلة الرقابة عليهم.
في دراسات تم تصنيف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم مدمنون، وأن هذا الإدمان يؤثر على العلاقات العائلية والتواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة، إن الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي لمدة طويلة يؤدي إلى تشتت الانتباه وانعدام الثقة بالنفس، أيضا تفقد مواقع التواصل الاجتماعي الخصوصية، حيث إن الحياة الخاصة للفرد تكون مكشوفة حين يقوم باستخدام هذه المواقع لتصوير منزله وغرفة نومه وملابسه والكشف عن أسراره العائلية، ما يمكن أن يؤدي إلى الخلافات والتوترات داخل الأسرة.
اليوم على الأسرة أن تدرك تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على علاقاتها الاجتماعية والعائلية، وأن تسعى لإيجاد التوازن المناسب بين استخدامها لتحسين التواصل وبين الحفاظ على الاتصال الحقيقي والتفاعل الإيجابي بين أفراد الأسرة، ويجب على العائلات اتباع بعض الإرشادات، مثل تحديد الأوقات المناسبة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم السماح لها بتشتيت الانتباه عن الأنشطة العائلية الأخرى، أيضا تحديد الأهداف المحددة للاستخدام، وعدم الانشغال بالتصفح العشوائي والتجول في الإنترنت، وتوفير الخصوصية وعدم الإفصاح عن المعلومات الخاصة بالعائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيع الإبداع والتفاعل الإبداعي على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل إنشاء صفحات خاصة بالعائلة ونشر الصور والفيديوهات المشتركة، ومشاركة الأفكار والأنشطة الإبداعية.
في الختام يجب على الأسرة مراقبة نشاط الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي والتأكد من أنهم يستخدمونها بطريقة صحيحة ومناسبة لعمرهم، والتحدث معهم بشأن الأخطار المحتملة وكيفية التعامل معها وأن يتم تخصيص أوقات معينة محدودة لاستخدام هذه المواقع.

*كاتب بحريني