العدد 5385
الخميس 13 يوليو 2023
banner
مسؤولية إدارية لا تقدر الفن والإبداع
الخميس 13 يوليو 2023

كم من مبدع حكم عليه بالتيه والضياع، معلق بين الأرض والسماء بسبب مسؤول في جهة ما لا يقدر الفن والإبداع ويتصف بالتخلف الشامل والعميق ومنزلقات السطحية، فأكبر مشكلة تواجه المبدع سواء فنانا أو أديبا استحواذ بعض من غير المتخصصين على زمام مصيره بما يتمتعون به من مسؤوليات إدارية في حقل فنه.
ففي الموسيقى مثلا يوجهون مسار الحركة الفنية الموسيقية الوجهة الخاطئة الناجمة عن جهل في الأمور المتعلقة بهذا الفن، وذلك أن المسؤولية الإدارية لغير المختص في هذه الحالة تتحدد في حدود الواجبات والروتينيات، بينما تتجاوز هذه المسؤولية للموظف المختص والمحترف وتتعدى حدود الروتينيات إلى أبعاد أخرى مرتبطة بالحركة الفنية والإبداعية كاملة. 
تلك الحركة التي يتعلق بها مصيره كإنسان وفنان ومبدع، فهي إذا لا شيء بالنسبة للأول وكل شيء بالنسبة للثاني، وهي تتسم بطابع اللامبالاة بالنسبة للأول، بينما يدفع الثاني بكل قواه إلى مناخ آخر، ويناضل في سبيل الحركة الفنية والأدبية لتبلغ ذروة الازدهار.
لطالما كان الرجل المناسب في المكان المناسب، فماذا لو كان على رأس إدارة معهد طبي مهندس أو محام؟ وماذا لو مسك مدرس تربية إسلامية إدارة للموسيقى والفنون في جهة ما، حتما سيكون هناك نوع من فقدان التوازن وشلل في الحركة وجمود، لأن التوازن لا يأتي إلا بتعيين المتخصص في المجال، وليس الذين لا يهمهم أمر الفن والأدب والإبداع بكامل صوره، ومن هنا لن تصل حركة الفن والأدب إلى مراتب عليا من التطور طالما هناك تناقض في المسؤوليات الإدارية. 
المواهب الحقة والذكية تحتاج إلى مسؤول مختص يقدرها ويعرف قيمتها، وليس قمعها والضغط على جوهر عبقريتها والسخرية منها، تحتاج إلى من يبرز قدرتها على الفعل بكل مؤهلاتها لا جعلها تعيش في عزلة.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية