لا أدري لماذا نفث الفيديو الذي نشره المواطن الخليجي للباعة الجائلين في المنامة الحياة والحركة في الجهات المسؤولة لتقوم بحملة تفتيشية في سوق المنامة، والتي أسفرت عن ضبط عدد من العمالة المخالفة لعدد من القوانين لاسيما البلديات والإقامة وسوق العمل، وتمت إحالتهم إلى الجهات المعنية.
 فـ “الصحافة يا ما كشفت الغطاء علانية” عن فرشات الباعة الجائلين وسط المنامة وكيف انتشر الآسيويون في الشوارع لوضع بضائعهم وهي حدث ولا حرج، وشخصيا كتبت في هذه الزاوية مقالات عن هذه الظاهرة المتصاعدة، والعزلة التي يعيشها سوق المنامة بسبب انتشار هؤلاء في كل شبر وزاوية، ونبهت أيضاً إلى الملصقات التي تشوه جدران ومحلات سوق المنامة بجميع اللغات، وأعيد ما كتبته في العام 2018 “نحن في الصحافة ومن منطلق تشخيص الظواهر والكتابة بلا قيد ننبه المسؤولين في محافظة العاصمة على هذه المشكلة المزعجة وظاهرة انتشار أعداد كبيرة من العمالة الآسيوية “اللي بفيزا واللي بدون فيزا” في هذه المنطقة وسيطرتها بالكامل على سوق البضائع المختلفة التي تباع على الأرصفة، كالخضراوات والفواكه والأسماك والملابس والإلكترونيات، فالمنطقة تحولت إلى “بسطات” و”بازارات”، نتمنى من المسؤولين إعطاء هذه المشكلة أولولية قصوى، فأمامهم البرهان والقياس، جِدُوا حلاً جذرياً لهذه المعضلة أو الظاهرة التي تشبه فك القرش تماماً، فسوق المنامة يبدو أنه أصبح وليمة كبيرة لهؤلاء، وما لم يتم إنقاذه بالسرعة الخاطفة ستكون هناك أخطار لا نهاية لها”.
بكل تقدير واعتزاز نشكر تحركات الجهات المعنية “هيئة تنظيم سوق العمل، وزارة الداخلية، وزارة الصحة، وزارة شؤون البلديات والزراعة، وأمانة العاصمة”، لكن المشكلة كانت قائمة وتسير بصورة اعتيادية رغم تنبيهات الصحافة التي تحدثت عن الظاهرة بمختلف أحجامها قبل فيديو المواطن الخليجي بسنوات، لكن يبدو أن الصحافة كانت تنظر إلى قمم شاهقة!
* كاتب بحريني