العدد 5374
الأحد 02 يوليو 2023
banner
يحرقون القرآن الكريم لأنهم بلا أخلاق وقيم
الأحد 02 يوليو 2023

إن قضية حرق القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية والتي آخرها السويد، وبمساندة رجال الأمن، من الأمور التي تساهم في انتشار السلوك الانحرافي وتشجيع المارقين والعابثين والمرضى، وتعطينا دليلا على أن تلك الدول قائمة على دعامة من الفوضى وتمجد الإساءة إلى الأديان والمجرمين ومخالفة القانون، وليس بها أي نوع من التقاليد العائلية والقيود الأخلاقية، إلا فيما ندر. مجتمعات تعيش في الظلام وتلتقي عند نقطة واحدة مشتركة هي الاضطراب في القيم الأخلاقية، والمضحك في الأمر أن هناك من لا يزال يطلق على تلك الدول مسمى “المتحضرة” التي تحمل راية العلم، مع أن الحقيقة تقول إن الكتب المرصوصة فوق الرفوف لا تعني ثقافة أهل الدار.
لنتأمل الظاهرة في جوهرها.. ما الذي يدل عليه الترويج للمثلية وإفساد أخلاق الناس، والتكوين والاستعداد الإجرامي وإيقاظ النزعات العدوانية وتهيئة الظروف الملائمة لانطلاقها، إنه يدل أولا وقبل كل شيء على أن لكل شعب أخلاقا خاصة به، وبأن هذه الأخلاق صفة لاصقة به، أو جزء من تكوينه الطبيعي أو الفطري، ولا نود الخوض في مناقشة طويلة في تشخيص العيوب، لكن وكما هو واضح أن تلك الشعوب تعاني انهيارا في الأخلاقيات والقيم، وتفتقر إلى الضمير المهني، وليس هناك أي علاج مجد في هذه الحالة.
قبل فترة شاهدت فيلما تحتسي فيه القاضية الخمر في مكتبها بالمحكمة، في تجاوز مثير واحتقار للتقاليد المتعارف عليها في مختلف الثقافات، والمتعلقة بمكانة القضاء في المجتمع، ولا نعتبر هذه سقطة مخزية وتخلفا فكريا وفنيا، بل حقيقة وواقعا، فكل شيء عندهم مباح، مجتمعات تهاجم مؤسسات الزواج، وتسخر من الأديان وتمجد العنف والجريمة.
ستبقى تلك المجتمعات والدول الأوروبية التي تسخر من ديننا الإسلامي العظيم، غير مكترثة بقيام الساعة، ولن تجد من يعصمها من الزلل، ويهديها إلى الصراط المستقيم، لأنها تعاني من تصدع في البناء الاجتماعي وفراغ روحي والنوم ملء جفونهم في الانحلال.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية