العدد 5372
الجمعة 30 يونيو 2023
banner
5 أسباب لإعادة النشر
الجمعة 30 يونيو 2023

لماذا قد يضطر كاتب مثلي لإعادة نشر مقال سبق له أن قام بنشره في مكان آخر منذ زمن قريب أو بعيد؟ أولا: تتدفق الأفكار طوال الوقت، ويعمل عقل الكاتب حتى أثناء نومه، يصنع جملا ويستكشف معان ويربط المتناقضات ببعضها، هذه ماكينة تعمل لا إراديا.. فمن الطبيعي أنها تتوقف لا إراديا. ثانيا: القارئ شخص مزاجي للغاية، والكاتب يعاني وهو يحاول أن يكتب 500 كلمة بها شيء مفيد غير مضلل، شيء يدعو للتفكير أو إعادة النظر أو الابتسامة أو إنعاش الروح أو إيقاظ الذاكرة، قد يضيع مجهود الكاتب هباء إذا ما وقع مقاله بين يدي القارئ وهو في مزاج معتل يجعله لا يحتمل قراءة أكثر من سطرين ثم يغادر المقال بحثا عن شيء آخر، الكاتب الذي يصاب بالإنهاك ينتظر بعد نشر المقال أن تمتد له يد القارئ بالطبطبة والتشجيع عقب القراءة، وعندما يشعر الكاتب أن مقاله مر مرور الكرام ولم يأخذ نصيبه في النجاح والوصول إلى الناس يسعى لإعادة نشره، ربما يظهر قارئ جديد يعوض الكاتب المجهود الذي بذله، وربما يكون القارئ القديم في مزاج معتدل هذه المرة فيرسل إلى الكاتب رسالة بها تقدير أو رغبة في الاعتراض أو المناقشة أو حتى تحية عابرة.. أي شيء يشعر الكاتب بأنه على قيد الحياة.
ثالثا: الأغنيات تعاد دوما، والواحد منا يستمع إلى الأغنية مئات المرات دون أن يشكو من أنها معادة، المقال أغنية لا يعني الاستماع إليها مرة أن علاقتك بها انتهت، بل هناك أغنيات تتعمق صلتك بها بتكرار الاستماع إليها، لاحظ أنك في كل مرة تستمع للكلمات نفسها فتطرب وتشعر بالراحة. رابعا: هناك نوع من القراء يعتقد أن الكاتب يشبه الدمى الموجودة في محلات ألعاب الأطفال، تلك التي تضغط على بطنها فتبدأ التصفيق والحركة بانتظام، هناك من يعتقد أنك مادمت كاتبا فيجب أن تكتب فورا شيئا جديدا في كل مرة يطلب فيها منك مدير التحرير أن تكتب، والحقيقة أنه حتى تلك الدمية التي أحدثك عنها قد تخونك أحيانا لأن بطارياتها خلاص “شطبت” وتحتاج لبطاريات جديدة وحتى تغيير البطاريات يمكنك من أن تسترجع ذكرياتك مع الدمية عندما كانت تصفق بكفاءة.
خامسا يقول سيدنا علي كرم الله وجهه “لولا أن الكلام يُعاد لنفد”.

كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية