تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن الذكاء الاصطناعي، بالرغم من أن الكثير من الخبراء والمتخصصين في هذا المجال تحدثوا عن الإمكانيات الهائلة للتقدم التكنولوجي والتطور المتسارع لهذا التطبيق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من المجالات، إلا أن هذا التطبيق المتطور يثير الكثير من المخاوف والتحديات الجديدة في المستقبل، بما في ذلك تأثيره المباشر على المجتمع وأفراده وخصوصاً الأطفال.
ففي الأيام القليلة الماضية تحدثت القنوات الإخبارية والمواقع والصحف العالمية عن استقالة الأب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون، حيث صرح لهيئة الإذاعة البريطانية بأن “بعض مخاطر برامج الدردشة الآلية باتت مخيفة للغاية”، وأضاف “في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، لكنني أعتقد أنهم قد يفوقوننا ذكاء قريبًا”.  
ما دعاني للحديث في هذا الشأن هو التقدم السريع للتطور التكنولوجي الذي استطاع غزو مفاصل جميع المجتمعات، وهذا الأمر يجب أن يجعلنا ندرس واقعنا بدقة، وأن نعمل على تحليل العقبات التي تجعلنا على مسافة بسيطة لأي تطور يحصل من حولنا، وأن نتسلح بمبادئ الفكر والتأمل والتروي لدراسة كل ما هو ضروري في هذا الشأن المتطور، كما أنه يجب أن نتساءل في ما بيننا عن ما ذكره الكثير من المتخصصين في المجال التقني وما يخبئه لنا الذكاء الاصطناعي من مفاجأة على مستوى العالم، فهل سيكون الذكاء الاصطناعي قنبلة تؤثر على المجتمعات. فبالعودة للأب الروحي “جيفري هينتون” ومخاوفه من التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فإن قلقه يتلخص في أن هذا الذكاء المصطنع إن تفوق على ذكاء مخترعيه من البشر الذين عملوا على تطويره.. وهذا العمل المتطور في هذه المرحلة إن تحقق.. فستكون البشرية في خطر حسب رأيه في هذا الشأن، وهو خطر سيدمر الكثير من القيم والمبادئ والقواعد في المجتمعات والحياة.
لذا أتمنى أن يكون هناك عمل وطني يركز بشكل مكثف على هذا التطبيق من قبل القنوات الإعلامية والمتخصصين في مملكتنا، وأن تكون هناك برامج توعوية عبر جميع المنصات والمواقع الاجتماعية، لنتجنب الكثير أو نقلل من مخاطر هذا التطبيق الذي عمل ثورة تكنولوجية مختلفة في وقت قصير جداً.
* كاتب بحريني