تحدث معي أحد الزملاء عن موضوع مهم جداً يتعلق بالمحتويات الإعلامية المختلفة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت مواد مؤثرة على الأفراد داخل المجتمع لما تحمله من تنوع في مضمونها الإعلامي، أحيانا تكون هذه المواد مواد صحيحة، وأحيانا أخرى تكون غير صحيحة ومغلوطة، مثل ما يتم نشره من تقارير مصورة وفيديوهات متنوعة وأخبار غير موثوقة وغيرها من رسائل إعلامية مختلفة نستقبلها يومياً عبر أجهزتنا النقالة.

وقد كان حديثنا تحديداً عن تلك المواد المغلوطة وغير الدقيقة التي يتم تداولها ونشرها بين المستخدمين والتي تعد خطراً على المجتمع، فمثل هذه المواد غير الصحيحة عندما يتم تصديقها من قبل المتلقي خصوصاً من فئة الشباب في مجتمعنا، فإنها قد تعرضهم لمشاكل كثيرة بسبب عدم وعيهم الكافي بهذه المواد المنتشرة عبر المواقع الاجتماعية، والأمر الآخر هو الخوف من انسياقهم وراء تلك الأخبار والمعلومات المغلوطة وتصديقها.

ففي الآونة الأخيرة أصبح المشهد العام لمواقع التواصل الاجتماعي للأسف الشديد هو الوصول لمزيد من التناحر والكراهية داخل المجتمع، أيضاً استمرار هذه المواقع المختلفة في ضرب منظومة القيم والضوابط الأخلاقية، والبعض الآخر يتمنى زيادة منسوب الفوضى والخلاف بين أفراد المجتمع عبر هذه المواقع والمنصات الاجتماعية.

فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى أفراد ومجتمع يستطيع التعامل مع هذه التحديات بعيداً عن الشكل التقليدي الذي يفكر بالعقاب، الأمر الذي يقتضي من الجميع انطلاقاً من المنزل معالجة السلوك أولاً وآلية التعامل، وأن نعمل على تعزيز المفاهيم والقيم والقواعد السليمة التي من شأنها أن تعالج الكثير من السلوكيات الخاطئة، كما أنه يجب الرجوع إلى تجارب المجتمعات الأخرى التي نجحت في القضاء ولو بشكل نسبي على هذه الممارسات الخاطئة.

ويجب أن تكون هناك قواعد ضرورية يتفق عليها المجتمع، كضرورة تعزيز التوعية المجتمعية انطلاقاً من الفرد نفسه، لتترجم الأفكار الإيجابية على أرض الواقع وتكون منهج عمل من السهل تطبيقه من قبل فئة الشباب، والعمل على تعزيز الأفكار الإيجابية ونشر المحتوى الهادف عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

كاتب بحريني