العدد 5337
الجمعة 26 مايو 2023
banner
بح صوتنا يا قوم
الجمعة 26 مايو 2023

بعث لي أحد الأصدقاء كاريكاتيرا نشر في جريدة “اليوم” السعودية بتاريخ 15 من الشهر الجاري، وقد طلب تعليقي عليه، الكاريكاتير كان يعبر عن أشخاص مشغولين في هواتفهم المحمولة في حفل زواج، والحال نفسه في مجلس عزاء! وبدوري علقت على هذا الوضع غير المقبول، وكتبت سابقا عن الإتيكيت والذوق العام والممارسات غير الصحيحة في مجالس العزاء، لكن كما يقولون “لا حياة لمن تنادي”.


الكل يذهب إلى مجالس العزاء سواء كانت في البيوت أو الصالات الخاصة، ويشاهد ما يحدث في تلك المجالس من هرج ومرج من قبل المعزين، بل الكثير منهم يستغل تواجده في إبرام صفقات ومعاملات تجارية، يأتي ذلك أمام مرأى أهل الميت حيث الضحك بصوت عال دون مراعاة للمشاعر، بالله عليكم هل هذا صحيح ولائق، كيف يمكن أن أتقبل (إذا كنت من أهل المتوفي) هكذا وضع، وأنا في وضع صعب لفقدان عزيز، إذا هناك خلل وممارسات غير أخلاقية نتبعها في مجتمعنا، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نريد الاستمرار بها؟!


علينا أن نكون أكثر جدية، ولا أقصد هنا تجنّب التحدث مع حضور المجلس، ولكن لابد من مراعاة عدم ارتفاع الأصوات، والبعد عن الجدال والمناقشات والضحك بأصوات عاليّة أو حتى خافتة وكأننا في مناسبة سعيدة. إن ديننا الإسلامي الحنيف حافل بالكثير من التوجيهات الرائعة في هذا الجانب، بل إن في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الكثير من العظات في هذا الموضوع. قال تعالى في كتابه الكريم “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، لقد بح صوتنا ونحن ننادي بضرورة تغيير تلك التصرفات غير المستحبة، وأنا هنا أود أن أقدم اقتراحًا بوضع جهاز تسجيل لآيات من الذكر الحكيم وذلك طوال فترة استقبال المعزين، وبذلك نكون قد حققنا الهدف، ويضطر المعزين للخشوع عند سماعهم القرآن الكريم.

الإنسان بطبيعته يقاوم التغيير في السلوكيات والممارسات المتبعة قديمًا، حتى إن كانت خاطئة أو كما يسمونه العرف أو التقليد المتبع، وهذا هو عيبنا الدائم.

كلي أمل أن يرى اقتراحي أعلاه آذانًا صاغية وذلك لتحقيق المصلحة العامة، والله من وراء القصد.


- كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية