أستيقظ من نومي في غرفة لم أرها من قبل، وسرير أستلقي عليه للمرة الأولى، لا أذكر من أنا.. أجلس على حافة السرير فترة أحاول خلالها تذكر المكان الذي تقع فيه غرفتي وأكتشف بعد وقت وجهد أنه منزلي، وأن لي أبناء يخلدون للنوم في غرف مجاورة، وأنني أمهم التي فقدت الذاكرة لبعض الوقت؛ فما هي الأسباب التي قد تؤدي لفقدان الذاكرة الشامل العابر؟

لست أعاني من لوثة عقلية أو مرض نفسي، ففقدان الذاكرة المؤقت عرض صحي يصاب به الكثيرون، وهو حالة فيسيولوجية تحدث نتيجة ضعف الدورة الدموية الدماغية التي تصاحبها العديد من الأعراض والأسباب. يحدث لي ذلك ربما لأنه أصيب رأسي في حادث ما، أو لأنني تعرضت لضغط عمل شديد وإعياء ذهني مفرط. إن قلة النوم أو الإصابة بالأرق يسهمان في التعرض لفقدان الذاكرة الشامل العابر، كما أن الإجهاد الشديد الناجم عن ممارسة أنواع شديدة من الرياضة يؤدي في بعض الأحيان لفقدان الحافظة.. هناك أسباب جدية للإصابة بتلك الحالة، منها التعرض للسكتات الدماغية، والإصابة بسرطان الدماغ والأورام والعلاجات الكيماوية المصاحبة.

قد تكون حالة النسيان وفقدان الذاكرة موروثة، وقد تلعب البدانة وقلة النشاط، وإصابة الجهاز العصبي دوراً في الإصابة بفقدان الذاكرة المؤقت، ولاشك بأن التعرض لضغوطات الحياة ومشكلاتها والاضطرابات النفسية المتكررة عاملان رئيسان في الإصابة بفقد الذاكرة الشامل العابر.

نسيان السيء من الأحداث جيد، لكن نسيان من تكون ومن هم أحباؤك مؤلم للغاية إن استفحلت الحالة وكانت عرضاً لمرض خطير لا قدر الله، وعليه فإن من الضروري جداً السيطرة على مسبباته الصحية، والأمراض المسببة له.

كما أن زيارة الطبيب النفسي ملحة للسيطرة على الصدمات النفسية والعاطفية المحتملة، ولا شك بأن اتباع أنماط صحية في التغذية والنشاط البدني يساعد في التخلص من أعراض فقدان الذاكرة المؤقت؛ فما السبب الذي ترجحونه لإصابتي بفقدان الذاكرة المؤقت؟

كاتبة بحرينية