العدد 5316
الجمعة 05 مايو 2023
banner
سقط سهواً
الجمعة 05 مايو 2023

 كمٌ كبيرٌ من كتب وفيديوهات ومحاضرات موجودة بتشكيلات مختلفة تحت عنوان واحد “كيف تنجح”، تحاول جميعها أن ترشدك إلى بعض أسرار النجاح، يطالعها كل شخص بدافع من النسخة الكسولة الموجودة بداخله، النسخة التي تفتش عن طرق مختصرة بمجهود أقل ووصفات سابقة التجهيز، وهنا يكمن الخطأ الأول، فلا توجد وصفات جاهزة لأن النجاح تجربة شخصية، والخطأ الثاني أنه لا توجد طرق مختصرة للنجاح، وفي ملعب الكرة يطلقون على هذا النوع من التحرك “أوفسايد”، ولا يتم احتساب الهدف المبني على طريق فلسفته التسلل.
الخطأ هو الأهم من وجهة نظري، فمعظم هذه المواد (في حدود ما اطلعت عليه) تخلو من القاعدة الذهبية رقم واحد في طريق النجاح – حسب اعتقادي - قاعدة “خليك في حالك”. كل إنسان لديه مساحة وقت محددة، وقدرة تركيز ذات سقف يصعب تجاوزه، وطاقة عمل تنفذ سريعا مثل بطارية الهواتف، وأول خطر يمكن أن يهدد سعيك للنجاح هو أن تستهلك هذه الطاقة في متابعة الآخرين، تقييمهم واكتشاف أخطائهم والبحث عن ثغرات في مسيرتهم وتضييق مساحة المنافسة بالتخلص من بعضهم، وقت ومجهود وتركيز وطاقة أنت الأحق باستغلالها، يهدر الواحد فرصا كثيرة وهو لا يدري لأنه يضع بعض الأشخاص في دماغه ويقارن نفسه وما أنجزه وما وصل إليه من خلالهم، هم مرجعيته والتحدي الذي يشغله.
ستمرض سريعا ولن يتغير شيء، انشغل بنفسك، امنح تركيزك لقدراتك الشخصية، تأملها، اصنع بطانة من القطيفة لنقاط القوة تحميها، وانفرد بنفسك مع نقاط ضعفك حللها وفسر ضعفها واكتشف أفضل طريقة لن أقول لعلاجها لكن على الأقل لتهميش دورها. الوقت هو الأمر الوحيد الذي يستحق ضياعه ندما عارما، سيطر على وقتك واستثمره في الأفكار التي تحسن خطواتك، ضيعه على أحلامك والتفتيش عن أقصر الطرق إليها، لا توجد خطوة واحدة إلى الأمام لا تحتاج الاستذكار، و(المذاكرة) وقت، استهلك طاقتك في تمهيد السكك التي يجب عليك أن تقطعها ولا تضيعها في زرع المطبات في طرق الآخرين. سقط سهوا من محاضرات وكتب النجاح لفت نظر كل طالب للنجاح أن يقوم بتربية نفسه، تهذيب نظرته للأمر، فاتها أن تقول له ربما تكون قد نجحت بالفعل وأنت لا تعرف ولن تعرف، لأنك مشغول بغيرك.
كاتب مصري

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .