*لا شيء يجعل الرجل مستفزا ثقيل الحضور إلا “الرغي”، وعندما خرج سيدنا يونس من بطن الحوت طال صمته، فقيل له ألا تتكلم؟ قال: الكلام صيرني في بطن الحوت.
*تقول القاعدة الشعبية الشهيرة إن “الغايب حجته معاه”، وهي قاعدة تشرح من أين تأتي كل هذه الجاذبية التي تحيط بـ “الغايب”، فهو الشخص الوحيد الذي يمتلك تفسيرا ما.
*حاول أن تتمسك بالشخص الجديد الذي يظهر بداخلك كل فترة قائلاً لك أفكاراً تتمرد على استقرار زائف في حياتك، هذا الشخص نعمة كبيرة لا تفرط فيها، لكن هذا لا يمنع أن تكون طول الوقت مستعداً للحظة التي ستحزن فيها قليلا على التخلص من “الكراكيب”.
*لابد أن تمشي كثيرا، دون هدف، دون أن تمتلك محطة ينتهي عندها المشي، ضع قدميك على الطريق وانطلق، مع كل خطوات تقطعها يُمحى تلقائيا حرف من صك عبوديتك، عندما تمشي تمشي إلى جوارك الأفكار العظيمة التي تحملها روحك، تتنفس هواء غير سابق التجهيز، تتولد كهرباء تعالج أمراضك النفسية تماما مثلما تفعل جلسات الكهرباء في المصحات النفسية، لكن الكهرباء هذه المرة طيبة، بينك وبين نسختك الأولى كإنسان ملايين السنوات، كل مرة تمشي تحرق مسافة جديدة بينكما، استمر في المشي حتى تصل إليه.
*تقول القاعدة الشعبية “يوضع سره في أضعف خلقه”، الضعيف مؤتمن على السر لأنه مستتر، ضعفه يحجبه عن عيون الناس، القوي مفضوح، ولا مفاجأة في حصوله على امتياز السر، نعرف قيمة السر عندما يبرز من أرض غير متوقعة كأرض الضعيف، فهو هنا سر ومعجزة في آن.
*فتش عن الحكمة لأنها ستقيك شر الحوار مع أحمق يسحبك إلى ملعبه، وتجعلك متيقظا في مجتمع يفضل النوم عملا بقاعدة يؤمن بها تقول “النايم في ذمة الصاحي”، وتجعلك رحيما لكن قويا في الوقت نفسه بمنطق “الخشب اللين ما بينكسرش”، وتحميك من أن تكون شخصا معقدا ومنبوذا، فهي تجعلك في أعين الجميع شخصا بسيطا بساطة “واحد بيسأل الساعة كام”؟ التعقيد شيء مقيت ويخبئ خلفه فراغا هائلا، ويجعلك تفهم ما قاله أحد “الشيوخ الأكابر زمان” عن كونك في احتياج للبهائم أكثر من احتياج البهائم إليك.
*يتعلم الأطفال العوم أسرع من الكبار؛ لأنهم لا يتوقفون عند الخوف من الغرق.
*كاتب مصري