يبدو أن موضوع تأخر أولياء الأمور عن أخذ أطفالهم من المدرسة بعد انتهاء الدوام أصبح مشكلة يجب على إدارة المدرسة التعامل معها بجدية. فالإدارة أصبحت تصرف مكافأة لبعض المدرسين لكي يبقوا بعد الدوام لرعاية هؤلاء الأطفال والحفاظ على سلامتهم. كما وأن كثيرًا من المدرسين أبدوا تذمرهم من هذه المشكلة وأصبحوا يضغطون على الإدارة لإيجاد حل مناسب لها. فماذا فعلت إدارة هذه المدرسة للتعامل مع هذا الوضع؟ وهل كان الحل مناسبًا؟.
 اجتمعت الإدارة مع مجلس الآباء وعرضت عليهم المشكلة وطلبت منهم مساعدتها. اقترح المجلس أكثر من حل ولكن الإدارة لم تأخذ بأيٍّ منها، وقرّرت وبصفة أحادية فرض مبلغ شهري لا يزيد عن عشرين دولارًا على كل ولي أمر يتأخر عن أخذ طفله بعد مرور نصف ساعة من انتهاء الدوام. 
 الآن يمكننا سيدي القارئ أن نتساءل: ماذا حدث بعد تطبيق هذا القرار. هل حقق الهدف وهو جعل أولياء الأمور يلتزمون بأخذ أطفالهم من المدرسة قبل الوقت المحدد؟.
 قبل أن نجيب على ذاك السؤال سيدي القارئ، دعني أعرض أمامك تعريفًا لعملية صنع القرار، وذلك تنشيطًا للذاكرة. يعرّف معجم المصطلحات الإدارية صنع القرار بأنه: “عملية الاختيار الواعية من بين البدائل المتاحة لحل مشكلة معينة”. تعليقًا على قرار إدارة المدرسة يقول أحد الاختصاصيين في الإدارة بأنه ربما أتى بنتائج عكسية فقد رحّب أولياء الأمور بتنفيذه. السؤال الذي قد أستطيع أن أضعه أمامك سيدي القارئ هو، لماذا كان رد فعل غالبية أولياء الأمور إيجابيًّا وداعمًا للقرار؟ كان ذلك سيدي القارئ موضوع برنامج حواري في إحدى القنوات الفضائية طرحته أمامك بتصرف. فما هو تقييمك أنت للقرار؟.