“خجلت من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي”. مقولة جميلة للمؤلف كافكا. ربما تعكس تلك المقولة مواقف خبرناها أو قد عشناها على مسرح الحياة فعلًا. صمت محدثي للحظات ليواصل بعدها قائلًا: سأروي لكم موقفًا حدث لي خلال فترة عملي في إحدى المؤسسات وهو قد يندرج ضمن مقولة كافكا. تابع محدثي:
 اعتاد نائب الرئيس التنفيذي أن يكرر العبارات التالية عند ترؤسه أي اجتماع مع مديري الإدارات: أرحب بكم في هذا الاجتماع وأؤكد لكم دائمًا بأن حضوركم مهم جدًا، لأنه يعكس المبدأ الذي نؤمن به وهو كلنا شركاء في صنع القرار. وقبل أن نبدأ اجتماعنا هذا أود أن أبين لكم رأيي وهو مبني على حقائق وقد ناقشته مع الرئيس. والآن أترك المجال لكم لإبداء الرأي. تابع محدثي:
 حاولت أن أتصرف خلاف قناعاتي وأن أؤيد رأي النائب كما يفعل بعض زملائي عادة، ولكني لم أستطع مقاومة صوت المنطق والمهنية لدي، فقلت: مع كل احترامي وتقديري لكم سيدي إلا أني أجد أسلوبكم في إدارة الاجتماعات غير مناسب ولا يعكس الاحترافية التي تتمتعون بها. فماذا تتوقع أن تكون آراؤنا بعد رأيكم وعرضكم الموضوع على الرئيس التنفيذي؟ بالتأكيد أننا سنسلك ذات المسار أو لنقل بعضنا سيفعل ذلك. تابع محدثي:
 وقلت للنائب أرى وربما يشاركني بعض الزملاء أن لا تبدأ الاجتماع بإبداء رأيك لأنك إن فعلت هذا فكأنك تقول لنا بأن هذا هو رأي الإدارة وبالتالي يصبح دورنا منزوع الدسم. وختم محدثي قائلًا: ماذا حدث بعد ذلك؟ أترك الإجابة لكم.