+A
A-

عصام زكريا: ”أهلا بالبحرينيين في الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة“

تميز مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة هذا العام بأفلام مميزة جدا في دورته الـ24، وكانت الافلام أكثرها شبابية بشكل مميز فضلا عن الحضور النسائي المميز هذا العام، وأكد الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان إنهم تحدوا أنفسهم لكي تخرج الدورة بشكل مميز، لأنه مهرجان يتسم بالجدية وهذا سر تميزه في خارطة المهرجانات الدولية، وقال في لقاء خاص للبلاد من الاسماعيلية إن المهرجان يرحب دائما بصناع الافلام البحرينيين للمشاركة دائما في مسابقاته.
الدورة الجديدة للمهرجان أقيم مؤخرا فى الفترة من 14 وحتى 20 مارس الماضي، ويقيمه المركز القومي للسينما برئاسة المونتيرة منار حسني، ويعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991.
 
 
* قدمتم هذا العام أفلام الهايبرد في المهرجان.. حدثنا عن ذلك؟
أفلام الهايبرد تعتمد على فكرة دمج بين نوعين من الافلام، وأذكر أني منذ سنوات طويلة عندما كنت في لجان المشاهدة لاختيار الافلام، وتحديدا بعد 2001 كنا نواجه أحيانا تقديم فيلم مثلا يمزج الروائي والتسجيلي في نفس الوقت، وخصوصا مع وجود لجنتين في لجنة المشاهدة والاختيار، فكانت مثلا لجنة مجموعة التسجيلي قد وضعته على أنه فيلم روائي، وفي الجهة المقابلة تقوم اللجنة الثانية المخصصة بالتسجيلي أنه فيلم تسجيلي! وكان هذا الخلاف على تصنيف بعض الافلام يتكرر سنويا، ولاحظت في السنوات الأخيرة أن الموضوع في تصاعد كبير، لدرجة أننا استقبلنا فيلما كان مقدما على أنه روائي، لكننا عند مشاهدته اكتشفنا أنه تسجيلي! وعندما قمت بمشاهدته، عجبني جدا، وقمنا بمتابعة نوعه مع المخرج الذي أجاب بتهكم أنه فيلم "ماكنتري" وهو أنه شخصية يقدم دورا تمثيليا بشكل روائي، ويقدم كوثائقي وهو روائي، والحقيقة أن هذا الموضوع موجود في تاريخ السينما منذ زمن طويل، وتم تقديم العديد من الاعمال الخليطة أو الهايبرد مثل المخرج داود عبد السيد وهي تقدم كحالات استثنائية، لكن في الآونة الأخيرة، أصبح "ترند" منتشرا في المهرجانات وأصبح اتجاها عاما.
هناك مدارس سينمائية في المانيا مثلا ينصحون الطلاب بتكسير الحدود، وتقديم فيلم هايبرد مع قصة خيالية، وأصبح اتجاها سائدا يعتمد على قوانين وقواعد، وشخصيا أنا مع القانون الأساسي الذي لا يخرج من الاطار المقدم فيه الفيلم، يعني إذا أساسه تسجيلي فأفضل أن يقدم بهذا الاطار لأن وظيفته غير الروائي وهذا يعني لست ضد الأفلام التجريبية، فلا يجب أبدا الابتعاد عن قواعد تقديم الأفلام، وأن نلغي الأفلام التسجيلية من الوجود، لذلك قدمنا هذا لعام "ثيمة" أفلام الهايبرد في الدورة الـ24 ونقوم بعملية التقييم وما هي أصولها وكيف هي تقدم اليوم، لأن حتى وأنت تكسر القواعد يجب عليك أن تقوم بذلك بقواعد!
 
* يقدم المهرجان مجموعة "ذهبية" من أفلام الانيميشن خصوصا مع وجود أسماء كبيرة في عالم أفلام الكارتون حول العالم في الإسماعيلية.
بالطبع مثل ما احنا نعرف أن الانيميشن فن رفيع جدا، خصوصا وهو من أقدم الفنون حول العالم، وشخصيا أعتقد أنها سينما المستقبل خصوصا مع التطور الكبير للتكنولوجيا اليوم، وتطوير أساليب تقديم هذه الأفلام، وفتح بوابة كبيرة لصناع الأفلام في الغوص في هذا البحر العميق والذي يعتمد على الخيال الجامح، والذي لا تحكمه أي قواعد من خلال وأساسيات وتصل الخيال، ففي الانيميشن لا حدود، وليس محكوما بأي إمكانيات ما عدا الجزء التمويلي، لكن فنيا فهو يعتمد بصورة كبيرة على ما يريده خصوصا مع التطور الكبير لأدواته، وحظنا كبير في الإسماعيلية هذا العام وتقديم أعمال كثيرة في زاوية الانيمشن الذي ىخذ منا وقتا طويلا في الاختيار منها، وكانت هناك مشكلة نواجهها، مثلا وهي وصول عدد كبير من الأفلام من دولة معينة واحدة، مما اثر كثيرا علينا، في وقت كنا نريد أن لا نظلم أي فيلم يستحق أن يدخل المنافسة في الإسماعيلية.
 
*هل في رأيك أن توقيت المهرجان هذا العام، خصوصا مع ختام الموسم السينمائي مع الاوسكار، قد خدم من ناحية الكم الممتاز من الأفلام؟
الصدفة خدمتنا جدا هذا العام خصوصا بعد أن غيرنا توقيته الذي كان يقدم في فصل الخريف من كل عام، ولكن بعد 2011 تغير أيضا موعد المهرجان إلى شهر يونيو، وبسبب أنه مهرجان حكومي ترعاه وزارة الثقافة المصرية التي تعتمد على السنة المالية والتي تنتهي في شهر يونيو مما يضعنا في موعد يتناسب مع هذا التاريخ أو أي نشاط ثقافي رسمي مثلا، وبسبب تغييره هذا العام بسبب أن الإسماعيلية في يونيو تكون وسط موجة صيفية حارة جدا،  تؤثِّر بشكل ما على فعالياته، فقمنا بتغيير الموعد إلى موعد جديد من شهر ابريل ومارس مع الطقس المناسب والذي أيضا لا يتضارب مع شهر رمضان المبارك، وحاليا نفكر ارجاع المهرجان في الدورة المقبلة الـ25 الى شهر ابريل 2024 بإذن الله.
 
* المشاركة السعودية هذا العام متنوعة من خلال تواجد حكم في لجنة التحكيم وعرض مجموعة من الأفلام.. حدثنا عن هذه المشاركة هذا العام.
شيء جميل أن نشاهد هذه المشاركة السعودية في الإسماعيلية وكنت منذ اليوم الأول حريصا على مشاركة السعودية في المهرجان، وطلبت أيضا من صناع الأفلام تقديم أعمالهم في مختلف المسابقات هناك، وتحدثت أيضا مع معاهد وجامعات متخصصة لتقديم الأفلام، خصوصا وأنا أتابع بصورة مقربة السينما السعودية والنشاط المشرف لها في كل مكان، وسوف أشارك بكتاب في مهرجان أفلام السعودية بشهر مايو المقبل، فأنا أتابعها منذ الثمانينات، والتسعينات ومن خلال مهرجان الخليج في دبي، وصولا إلى السنوات الأخيرة وحالة "البووم" الكبيرة التي تقدمها السعودية في السينما، والمواهب الكبيرة جدا في جميع المجالات، ومشاركة الأفلام معنا في المهرجان أمر يسعد كل حاضر خصوصا وان الأفلام حققت العديد من الجوائز في كل مكان، وأتمنى مشاركة أكبر عدد من الأفلام الخليجية وبالطبع نرحب بجميع السينمائيين البحرينيين للمشاركة معنا في الإسماعيلية، ومن جميع دول الخليج العربي دائما.