ربما نحن شعب مبذر، لا نعرف كيف نضع الدينار في مكانه، مسرفون والله لا يحب المسرفين! نحب الرفاهية والبذخ، ولا نملك فن إدارة الأموال ولا إعداد الميزانية المناسبة، لذلك أصابنا الهلع وانتفضنا من تصريح وزارة التنمية الاجتماعية التي أكدت في دراسة لها أن مبلغ 336 ديناراً بحرينياً - وليس كويتياً – كاف وواف لأسرة مكونة من 5 أفراد!

ولأننا شعب “ما نحمد ربنا وكله نتحلطم”، نتمنى أن تدخل الوزارة معنا في تحد.. نحن نعلم أنها أكثر حنكة منا في التعامل مع الأموال، وخسارتنا في التحدي واردة، لكننا نملك روحاً رياضية، وسنتقبل الخسارة إذا ما طالتنا، ومهما كانت النتائج سنستمتع بالتحدي.

والتحدي هو أننا لا نريد أن نستلم هذا الراتب لا باليد ولا بالحساب البنكي، نريد فقط أن تعيل الوزارة الأسرة المكونة من 5 أفراد بهذه الدنانير لشهر كامل! تدفع إيجار الشقة، والكهرباء والماء، وفواتير الهواتف وشبكة إنترنت المنزل، وبترول السيارات، والأكل والشرب، والملابس، والأدوية، ومتطلبات المدارس ووو.. ولا داعي لأن نطيل في القائمة، نريد فقط أن تتولى الوزارة هذه المصروفات لشهر كامل لهذه الأسرة السعيدة، فإن كسبت الوزارة التحدي، فلها منا عهد نحن الشعب أن لا نطالب برواتب شهرية، وعليها فقط تولي شؤون حياتنا اليومية، لكن إذا خسرت التحدي، فعلى الوزارة أن تصرف لصاحب هذه الدراسة ومن صفق لها راتباً شهرياً ليس 336 ديناراً، بل 350 ديناراً وفارق 14 ديناراً إكرامية له منا على جهده وتعبه في إعداد هذه الدراسة.

الأسعار في تضخم مخيف، والمسؤوليات والمستلزمات الحياتية هي الأخرى في تصاعد وتشعب، والراتب لم يعد يصمد أكثر مما حاول أن يصمد قبل عشر سنوات، والرسوم لم ترحم جيوب الفقراء الذين بالكاد يعيشون على بركة أموالهم التي لا يعلم غير الله كيف يتدبرون فيها أمور حياتهم، فإذا الطبقة المتوسطة التي بدأت تتآكل تجأر بالشكوى من ارتفاع الأسعار، فما حال أولئك الفقراء الذين تتسلم 17 ألف أسرة منهم الضمان الاجتماعي شهرياً من الوزارة نفسها!.

ياسمينة: رحمة بقلوبنا احجبوا هذه الدراسات الاستفزازية.

*كاتبة بحرينية