استوقفتني صورة نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي للص تركي انتهك كل خطوط الإنسانية ليستغل الأزمة التي ضربت بلاده، وقرر ارتداء زي رجال الطوارئ ليدخل إلى المنازل التي سقطت جراء الزلزال المدمر ويقوم بسرقتها دون قلب، وفقا لصحيفة Hürriyet التركية.
هذه الصورة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بعد القبض عليه، حيث أثارت سخط وشجب واستنكار الجميع، مطالبين بتنفيذ أقصى عقوبة ممكنة عليه بسبب تجرده من الإنسانية والرحمة، وليكون عبرة، فهذه الأفعال كما وصفتها في عنوان مقالي “جريمة مع سبق الإصرار والترصد”. حقيقة لا أدري ماذا أكتب عن هذا الإنسان، وما العبارات التي تصفه، وذلك بسبب هذا العمل الذي هو بعيد كل البعد عن معاني الإنسانية وما ذكر في ديننا الإسلامي الحنيف وحتى جميع الأديان السماوية، فالجميع في مشارق الأرض ومغاربها يتابعون عن كثب وعبر القنوات الفضائية آخر ما توصلت له فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية الدولية التي تقدمها حكومات العالم لسوريا وتركيا والتي بلغت أكثر من 60 دولة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بسبب الدمار الشامل في الأرواح البشرية والممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية.
ولا يتوقف عدّاد الموت عن الدوران منذ أن هزهما الزلزال المدمر، فجر الاثنين الماضي، حيث يواصل عمال الإنقاذ في تركيا وسوريا، في أجواء من البرد الشديد، جهودهم بحثاً عن ناجين تحت الأنقاض، مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور كل هذه الأيام على الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 35 ألف قتيل في البلدين حتى كتابة هذا المقال وسط تحذيرات رسمية من أن العدد سيرتفع.
محليًا، وجه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب وبتوجيه من جلالة الملك، حفظه الله ورعاه، الدعوة إلى شعب البحرين والمقيمين من أجل التكاتف والتلاحم مع الأشقاء في سوريا وتركيا، وذلك بالتنسيق مع الحملة التي تقودها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية. ناهيك عن توجيه وزارة التنمية الاجتماعية مؤسسات المجتمع المدني المرخص لها بالتبرع للمتضررين من خلال التنسيق مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، كما لا ننسى جهود سفارتي سوريا وتركيا في المملكة لاستقبال التبرعات العينية من المواطنين والمقيمين.
وإني لعلى ثقة بأن كل هذه الجهود والمساعي الخيرة محليًا وخليجيًا وعربيًا وإقليميًا ودوليًا ستتكلل بالنجاح بإذن الله.
* كاتب بحريني