إنجاز منتخب المغرب الشقيق في كأس العالم لكرة القدم ووصوله لنصف النهائي لم يأتِ من الفراغ، أنما نتيجة تخطيط مدروس ورؤية طويلة المدى، واستثمارات بالملايين من قبل القيادة المغربية في القطاع الرياضي. 
لقد احتل المغرب المرتبة الأولى في إفريقيا من حيث الاستثمار في القطاع الرياضي، حيث قدرت الميزانية المخصصة لقطاع الرياضة بنحو 1,1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الذي قدر بـ 109 مليارات دولار في عام 2018، حيث خصصت 80 في المئة من الميزانية للبنية التحتية.
أهم هذه الاستثمارات: أكاديمية محمد السادس التي تم إنشاؤها عام 2008 بتكلفة 16.8 مليون دولار، وكان الهدف من إنشائها، البحث عن المواهب، وتنفيذ مناهج علمية لتطوير اللاعبين الناشئين وإعدادهم للاحتراف في المغرب والدوريات الأوروبية، ما جعل المغرب من أكثر الدول العربية التي تملك محترفين في الخارج ولاعبين محليين على مستوى عالٍ. ومن بين نجوم الأكاديمية يوسف النصيري، وعز الدين أوناحي، ونايف أكرد.
وجوهر الخطة الاقتصادية الرياضية للحكومة المغربية هي “الاستثمار في رأس المال البشري”، وذلك من خلال افتتاح العديد من الجامعات والمعاهد الرياضية المتخصصة في كافة المجالات الرياضية الأكاديمية والفنية، وهذا الاستثمار أتاح خلق 240 ألف فرصة عمل للشباب في القطاع الرياضي. 
كما قدمت الحكومة المغربية الدعم الكامل للرياضيين من خلال تكريم أفضل لاعبي كرة القدم المتميزين أداءً في البلاد سنوياً، وافتتاح الأندية الرياضية الضخمة كنادي الوداد الرياضي ونادي الرجاء الرياضي، وتشييد المدارس الرياضية في كافة المدن المغربية، وإنشاء 138 ملعباً لكرة القدم في كافة أنحاء المغرب وإصدار القوانين والتشريعات التي تسهل الاستثمار في القطاع الرياضي.
شكراً للمغرب، شكراً للبلد الذي أعطانا درسا في الاعتماد على المواهب والكفاءات الوطنية والاستثمار فيها، فنحن عندما نثق بقدرات أبنائنا ونطورها، سنكون حينها قادرين على تحقيق المعجزات.

*باحث في الإدارة الرياضية