العدد 5187
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022
banner
الصمت لم يعد خيار الشعب الإيراني
الثلاثاء 27 ديسمبر 2022

في يوم 20 ديسمبر أعلنت المقاومة الإيرانية أن عدد شهداء الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني التي اجتاحت 280 مدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية تجاوز 750 شخصا، وتم نشر أسماء 601 شهيد لحد الآن، ولا يزال القمع الوحشي والإعدامات والتعذيب مستمرا في جميع أنحاء البلاد.
لكن الشعب المعبأ بالغضب والكراهية تجاه النظام عموما وخامنئي خصوصا، لم يعد يلجأ إلى الصمت وعدم إبداء رد الفعل تجاه جرائم النظام وتصرفاته الخرقاء، ولاسيما أن واحدا من أهم مكاسب انتفاضة 16 سبتمبر 2022، هو تحطيم جدار الخوف والرهبة الذي بناه النظام بوحشيته وجرائمه وقوانينه، لم تعد السجون والاعتقالات والإعدامات وعمليات التعذيب تقف حائلا أمام نضال الشعب من أجل الحرية، والشعب يدرك ويعي بأن التزام الصمت وعدم التحرك الثوري ضد هذا النظام هو الذي جعله يستمر كل هذه السنين. النظام الإيراني برمته يتخوف من الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه، والتي دخلت شهرها الرابع رغم أنف النظام، لكن يجب التنويه بأن خامنئي أكثر واحد يتخوف من هذه الانتفاضة ويرتعد منها لأنه يعلم أنه المطلوب رقم واحد على قائمة المطلوبين من النظام لدى الشعب، لذلك فإن تحفيزه لأجهزته القمعية بممارسة القمع بأقصى درجاته إنما يأتي على أمل أن يثمر ذلك نتيجة ويضع حدا للانتفاضة، لكن الذي صارت الأجهزة القمعية تدركه وتعيه وتتلمسه أكثر من خامنئي بحكم تماسها المباشر بالأحداث والتطورات على أرض الواقع، أنه كلما زاد النظام من قسوته ووحشيته وصعد في ممارساته القمعية التعسفية ضد هذه الانتفاضة، كلما ازداد عزم الشعب وإصراره أكثر على الاستمرار في مواجهة النظام وجعله يدفع ثمن كل ما ارتكبه من جرائم طوال 43 عاما.
المعارضة الإيرانية أكدت منذ بداية قيام هذا النظام بأنه نظام دكتاتوري قمعي يختصر في شخص الولي الفقيه، وأنه لا فرق إطلاقا بينه وبين سلفه نظام الشاه، بل حتى أنه بمثابة امتداد له مع تغيير شكلي، ولعل هذا هو السر في أن الشعب المنتفض يردد شعارات مناوئة لنظام ولاية الفقيه والنظام الملكي المباد، لأنهما ينتميان لنفس المصدر القمعي الإجرامي.
* كاتب وخبير في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .