العدد 5179
الإثنين 19 ديسمبر 2022
banner
استمرار الانتفاضة المأزق الأكبر للنظام الإيراني
الإثنين 19 ديسمبر 2022

يمكن اعتبار استمرار انتفاضة الشعب الإيراني بوجه النظام الإيراني، أكبر ضربة موجعة لخامنئي الذي تصور أن تنصيبه إبراهيم رئيسي سيكون بمثابة إنقاذ للنظام من الأزمة الخانقة التي يواجهها، لاسيما أنه ومنذ تنصيب رئيسي المعروف لدى الشعب الإيراني بلقب السفاح لدوره في مجزرة صيف 1988، فإن الأوضاع اتجهت من سيئ إلى أسوأ، خصوصا من حيث التحركات الاحتجاجية التي تضاعفت وكذلك الانتفاضات بوجه النظام، لكن الذي صعق خامنئي والنظام هو تطور الأحداث إلى اندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية التي هزت أركان النظام.
الانتفاضة التي مرت عليها ثلاثة أشهر وهي على مشارف دخول شهرها الرابع، لو دققنا النظر فيما بدر عن قادة النظام ومسؤوليه، فإنها تعتبر حاليا المأزق الأكبر للنظام، والذي عجز عن مواجهتها من عدة أوجه أهمها أنه عجز عن كبح جماحها وديمومتها واستمراريتها، أيضا عجز عن دق اسفين بين صفوفها من خلال دس عملائه ومرتزقته كما عمل في الانتفاضات السابقة وبقيت الانتفاضة محافظة على وحدة صفها ضده، وعجز عن فك عرى ذلك الارتباط الوثيق بين المنتفضين وبين وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، حتى أن الذي صار واضحا أن المنتفضين ووحدات المقاومة يبدوان كطرفين وجانبين مكملين لبعضهما.
وفشل أيضا في السيطرة على بعدها العالمي وتحجيمها ضمن إطارها الداخلي، حيث إن الانتفاضة صار لها صوتها وصداها على الصعيد العالمي، حتى أن ردود الفعل الدولية واسعة النطاق على إقدام النظام على ارتكاب جريمة إعدام شهيد الانتفاضة محسن شكاري، كافية لوحدها للتأكيد على ذلك.
خامنئي وقادة آخرون من النظام وبشكل خاص رئيسي وسلامي قائد حرس النظام، قاموا أكثر من مرة بتهديد الشعب الإيراني في حال استمراره بالانتفاضة، بل حددوا موعدا لتوقفها، لكن تحدي الشعب الإيراني لهم وإصراره على استمرار الانتفاضة وعدم اكتراثه بكل ذلك التهديد والوعيد، يؤكد أن الانتفاضة تجاوزت الحدود والمستويات التي كان النظام قد حددها لها، وأن زمام أمر الانتفاضة بات حصريا بيد الشعب والمقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة، وهذا هو السر الأكبر في حالة الخوف والرعب التي باتت سائدة في أوساط النظام.
* كاتب متخصص في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .