العدد 5147
الخميس 17 نوفمبر 2022
banner
أسماك قرش وحوريات بحر
الخميس 17 نوفمبر 2022

حين دخلت الصحافة أول مرة في مايو 2005م، أتذكر أنني التقيت حينها عضو مجلس الشورى السابق سيد ضياء الموسوي، فسألني بلطف عن ذائقتي في القراءة، ونوع الروايات التي أحبها، بعد أن أجبته، قال لي “دخولك العمل الصحافي، معناه أنك تسبح في بحر مليء بأسماك القرش، وحوريات البحر، وأنت وحظك”.. بعدها بعشر سنوات، التقيت به مصادفة، فقلت له “مرت عشرة أعوام يا صديقي، ولم أر حتى الآن سوى أسماك القرش، فمتى سأرى حوريات البحر التي تحدثت عنها؟”، تطلع لي لوهلة، ثم انفجر ضاحكاً.
وتقودنا هذه القصة إلى واقع الصحافي البحريني اليوم، وما يواجهه من صعاب وتحديات لأداء مهنته كما يجب، مستمداً قوته من الله عز وجل أولاً، ثم المواطن ثانياً، والذي يعتبر بوصلة مسار وإنجاز واتجاه له، إلى أين يمضي؟ ولأجل ماذا؟
الصحافة والإعلام، والآن المنصات الرقمية الحديثة التي باتت صاحبة القول الفصل، ليست بالحقول الصعبة لمن يريد دخولها، وترك الأثر الحقيقي خلالها في البلد، والناس، لكنها تتطلب - في المقابل - الدراية السياسية، والثقافة الواسعة، والقراءة للتوازنات، والسياسات العامة، وهو أمر مجهد، ويتطلب التركيز، والمتابعة، لكنه بالتأكيد غير مستحيل.
الصحافة والإعلام، مهن خيرة ومهمة، يساعد عبرها المرء أبناء بلده، بتوصيل أصواتهم، واحتياجاتهم، وطلباتهم، وفرصة سانحة للدفاع عن الوطن، والذود عن حياضه، قبالة الأعداء والمتربصين وخفافيش الليل والنهار، وهو أمر مطلوب الآن، أكثر من أي وقت مضى.

* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية