العدد 5134
الجمعة 04 نوفمبر 2022
banner
في انتظار فجر الحرية
الجمعة 04 نوفمبر 2022

لأعوام طويلة ظل القادة والمسؤولون في نظام الملالي يتفاخرون بأجهزتهم القمعية، ويؤكدون مناعتها وثباتها أمام معظم الأخطار والتهديدات التي تحدق بالنظام، لاسيما بعد أن قامت بإخماد انتفاضات للشعب الإيراني بعد اتباع طرق في منتهى القسوة والوحشية في مواجهتها، لكن الذي أصاب قادة النظام ومسؤوليه بالخيبة والإحباط المفرطين هو أن هذه الأجهزة القمعية فشلت فشلا ذريعا في مواجهة الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 16 سبتمبر، وظلت مستمرة رغم أنف النظام وأجهزته القمعية.
عندما قام خامنئي وفي تحد سافر للشعب الإيراني وقواه الوطنية بتنصيب إبراهيم رئيسي المشهور بين الشعب الإيراني بلقب “السفاح”، فإن ذلك جاء بعد أن واجه النظام انتفاضتي 28 ديسمبر 2017، و15 نوفمبر 2019، والآلاف من التحركات الاحتجاجية، وبعد أن صارت النشاطات المعادية للنظام تتزايد، خصوصا من جانب وحدات المقاومة، وكان خامنئي يتصور أن الشعب الإيراني الذي يعشق الحرية سوف يصرف النظر عن أية انتفاضة أو نشاط مضاد للنظام، لكن رئيسي الذي شمر عن ساعديه على أمل تكرار ماضيه الدموي وحتى أنه قام بإطلاق يد ما يسمى بدوريات الإرشاد التابعة للنظام لكي تقوم باضطهاد وقمع المرأة أكثر وتنال من كرامتها الإنسانية، لكن الذي جرى بعد قيام هذه الدوريات القمعية بقتل الشابة مهسا أميني، فقد أصبحت هذه الجريمة بمثابة شرارة أشعلت نار الغضب الشعبي بوجه النظام، ومع أن الأجهزة القمعية قامت بارتكاب أفظع الجرائم وأكثرها دموية بحق المتظاهرين، إلا أن ذلك لم يثن من عزمهم على  مواصلة انتفاضتهم بصورة ألقت الرعب في نفوس أفراد هذه الأجهزة ودفعت إلى انهيار معنوياتهم، ومع أن خامنئي ومن بعده رئيسي هددا وتوعدا المتظاهرين بالويل والثبور، لكن ذلك لم يجد نفعا، بل ان الانتفاضة استمرت وتوسعت حتى شملت كل محافظات إيران.
رئيسي الذي وقف عاجزا أمام قمع الانتفاضة ووصل به الحال إلى التوسل للمتظاهرين وإطلاق الوعود المعسولة الكاذبة، لكن الشعب الذي صار يعرف كذب وخدع النظام من أجل الالتفاف على انتفاضته، لم يكترث له وظل يواصل انتفاضته وهو يتحدى النظام برمته ويثبت أن ألفا مثل رئيسي لا يمكنهم أبدا تثبيط همته وثنيه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية