العدد 5126
الخميس 27 أكتوبر 2022
banner
حتمية إسقاط النظام
الخميس 27 أكتوبر 2022

خلال الأعوام الماضية، كان الحديث عن إسقاط النظام الإيراني ينظر له بمثابة حديث غير واقعي ولا يمكن أن يتحقق، ولا ريب أن النظام الإيراني الذي تمكن بطريقة أو بأخرى وبحكم العامل الاقتصادي من استغلال الظروف والأوضاع المختلفة وتوظيفها لصالحه والتسويق لوجهة نظر استحالة سقوطه التي جرى إعدادها في أقبية ودهاليز أجهزته القمعية.
نهج هذا النظام لم يكن بمثابة مصائب وويلات نزلت على رأس الشعب الإيراني فقط، بل إنها طالت شعوب المنطقة ودول العالم وبشكل خاص الدول الغربية التي لعبت الدور الأهم في جعل هذا النظام يستقوي ويتغول على شعبه وعلى بلدان المنطقة من خلال اتباعها سياسة استرضاء ومماشاة هذا النظام، والفرصة التي كانت مواتية لبلدان العالم كي يجري التغيير في إيران أثناء انتفاضة عام 2009، وذلك بدعم وتأييد نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، ولم يتم استغلالها، انعكست سلبا على العالم، بل إن تكرار الفرصة في أواخر عامي 2017 و2019، إبان الانتفاضتين اللتين حدثتا وقتئذ، وعدم الاستفادة منها أيضا، انعكست أيضا سلبا على العالم، وهاهو النظام يقوم باستغلال نقاط التوتر في العالم ويسعى لصب الزيت على النار من أجل مصالحه الخاصة كما يفعل في أوكرانيا وكذلك في فنزويلا.
إسقاط النظام بفضل أنشطة وحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق في داخل إيران صار أمرا واقعا، خصوصا بعد أن بقيت هذه الوحدات تستمر في صراعها ومواجهتها في داخل إيران حتى تمكنت أخيرا من تحطيم جدار الخوف والرهبة الوهمي الذي شيده النظام من أجل المحافظة على نفسه، والمحاولة الفاشلة التي قام بها خامنئي من أجل إعادة جدار الخوف والرهبة للنظام من خلال تنصيب سفاح مجزرة صيف عام 1988، كرئيس للنظام ومراهنته على قسوته ودمويته المفرطة من أجل تحقيق ذلك الهدف، لم تكن ممكنة أبدا لولا الجهود الدؤوبة التي بذلها أعضاء وأنصار المقاومة الإيرانية ضد النظام والتي عبأت داخل وخارج إيران ضد عملية تنصيب ابراهيم رئيسي، بل إن استمرار المنظمة في مواجهة النظام وعدم تخليها عن ذلك وترك الساحة ولو في أحلك الظروف، هو الذي لعب الدور الأكبر في كسر هيبة النظام خلال عهد رئيسي أكثر من أي عهد آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .