فجأة أطلقت وزيرة الداخلية الألمانية تصريحات معادية لقطر على خلفية تنظيم الأخيرة بطولة كأس العالم كأكبر بطولة رياضية في العالم، وقالت إنه لا يحق لقطر تنظيم هذه البطولة بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان حسب قول الوزيرة الألمانية التي تنوي زيارة قطر بعد أيام قليلة.
وكأن مسألة تنظيم قطر كأس العالم قد عرفت منذ أيام قليلة وليس قبل أعوام مضت، فما الذي جعل ألمانيا تسكت سنوات ثم تقوم فجأة بإطلاق هذه التصريحات؟
وليس هذا هو وجه الغرابة الوحيد في المسألة، لكن هناك سبب آخر للاستغراب هو أن الوزيرة صاحبة التصريحات على وشك القيام بزيارة لقطر وما يتضمنه ذلك من عدم احترام للأعراف الدبلوماسية المعروفة بين الدول.
وقد أحسن مجلس التعاون الخليجي حيث أعلن رفضه هذه التصريحات التي تكشف نوعا من العنصرية ليس ضد قطر وحدها، لكن ضد جميع الدول العربية، فما ينطبق على قطر ينطبق على غيرها من دول المنطقة.
يبدو أن خوف الوزيرة الألمانية من برد الشتاء وحاجة بلادها الماسة للغاز القطري لتعويض الغاز الروسي هي التي دفعتها لهذه التصريحات.
الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى أزمة الطاقة الأوروبية ليست من صنع العرب، والعرب ليسوا طرفا في هذه الحرب، وليسوا مسؤولين عن نتائج هذه الحرب، فليجن الغرب ثمن اختياراته وليبحث عن حلول لأزمة الطاقة بدلا من توجيه الاتهامات تارة للسعودية وتارة لقطر.