العالم على كف عفريت، التصريحات والمواقف التي تعلنها الدول الكبرى حول تطورات وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية تجعلنا نشعر بالخوف الشديد مما قد يحدث فجأة من تطورات مرعبة على العالم كله وليس فقط على الأطراف المباشرة في هذه الحرب.

فلو تأملنا عناوين الأخبار في يوم واحد حول ما يصدر عن هذه الدول لشعرنا باقتراب انطلاق الحرب العالمية الثالثة.

بوتين يهدد باستخدام النووي، وبايدن يقول إن تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي يعني انطلاق حرب هرمجدون أو حرب نهاية العالم، ومحطات وقود فرنسية كثيرة تعلن خروجها عن الخدمة بسبب أزمة الوقود وبريطانيا تستعد لما هو أسوأ خلال فصل الشتاء من انقطاع للكهرباء وتوقف لأجهزة التدفئة.

فما الذي تفعله الدول الكبرى وما الذي سيجنيه العالم وتجنيه الشعوب من هذه الحرب التي يمكن أن تدمر الأخضر واليابس؟

بالأمس تم تفجير جسر القرم فاشتعل الغضب الروسي وازدادت نبرة التهديد الروسية ارتفاعا وقامت كوريا الشمالية بإطلاق صاروخين بلاستيين فارتفع القلق الكوري الجنوبي وانطلقت المشاورات الأميركية الكورية الجنوبية لتقييم خطورة هذا الموقف على كوريا الجنوبية وعلى الولايات المتحدة على السواء.

مجنون واحد ولحظة تهور واحدة يمكن أن تشعل شرارة هرمجدون وتزلزل الأرض زلزالها ولا يعلم إلا الله من سيختفي ومن سيبقى على ظهر هذه الأرض التي تحمل فناءها بسبب حمق الإنسان وحساباته الظالمة.

والذين يعولون على أنه لن يكون بمقدور أحد أن يتهور ويضغط على الزر خوفا من تبعات ذلك على نفسه وعلى غيره وأنه سيفكر مليون مرة قبل هذه الضغطة، قد يكونون واهمين لأن لحظة اليأس قد تكذب هذا الاعتقاد.