العدد 5123
الإثنين 24 أكتوبر 2022
banner
من حق السعودية أن تحافظ على مصالحها
الإثنين 24 أكتوبر 2022

لا أدري على أي أساس تقوم الولايات المتحدة باتهام المملكة العربية السعودية بالانحياز لروسيا خلال الصراع الدائر بينها وبين أوكرانيا؟ ما الذي فعلته السعودية سوى أنها رفضت زيادة إنتاج النفط كإجراء اقتصادي بحت يهدف إلى المحافظة على سعر النفط تحقيقا لمصالحها ومصالح شعبها؟

زيادة الإنتاج أو تخفيض الإنتاج عملية معروفة لدى الدول الأعضاء في المنظمة النفطية طبقا للحالة وبما يحقق مصالح هذه الدول، وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، لكن الولايات المتحدة تتبع مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا، وهو مبدأ غير عادل، لأن من حق الدول أن تنحاز لنفسها ومصالحها أولا وهو ما فعلته السعودية حرفيا عندما دافعت عن ثروتها النفطية.

السعودية برفضها زيادة إنتاج النفط لم تنحز لروسيا كما يردد الإعلام الأميركي وكما تزعم الإدارة الأميركية، لكنها انحازت للشعب السعودي وهذا حقها، والسعودية ليست مسؤولة عن تفجير الحرب الروسية الأوكرانية وليست مسؤولة عن إطالة هذه الحرب التي أضرت بالعالم كله وأضرت أكثر بالدول الفقيرة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء وانهيار عملات تلك الدول مقابل الدولار.

السعودية لا تمد أحدا بالسلاح ولا تساهم بأي دمار يحدث، السعودية التي قدمت 400 مليون دولار مساعدات للشعب الأوكراني للتغلب على آثار الحرب والدمار والتي قدمت 10 ملايين دولار للاجئين الأوكرانيين لا يمكن أن توصف بأنها منحازة لأحد أو ضد أحد.

السعودية انحازت للإنسانية وساعدت في محو آثار حرب لم تساهم في إشعالها ولم تساهم في استمرارها، فلماذا توصف بأنها منحازة لصالح روسيا أو غيرها. السعودية لم تصوت لصالح روسيا فيما يتعلق بضم أجزاء من أوكرانيا ولم تمتنع عن التصويت، لكنها فعلت العكس، فلماذا هذه التهمة ولماذا هذه الانتقادات التي يوجهها لها الإعلام الأميركي؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .