كثيرا ما نسمع عبارة شتان بين الثرى والثريا، في عمليّة مقارنة بين أمرين أو شخصين لا تربط بينهما أية صفة مشتركة، وتأتي تلك العبارة لتؤكد بعد المسافة في عمل مقارنة لاستحالته، كبعد نجوم السماء والتي يقال لها مجازاً في تلك المقارنة “الثريّا” في الإشارة إلى العلو أو السمو أو العظمة، أما الثرى فهو تراب الأرض في الإشارة إلى الدونيّة كنوعٍ من التحقير والاستخفاف في الأمر.
استوقفني خبر جدير بالاهتمام والتقدير، بل ورفع القبعة لعريس سوداني نظير ما فعله في يوم زفافه، حيث قرر التبرع بتكاليف مراسم الحفل لتجهيز وجبات طعام للمرضى في مستشفى أم درمان، وكذلك توزيعها على المحتاجين! هذا الشاب الشهم تحدى العادات والتقاليد المتبعة في طقوس الزواج من خلال مبادرته الإنسانية التي قد تكون الأولى من نوعها. هذا العريس تصدر “التريند” على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هذه المبادرة الرائعة، وأصبح حديث الساعة وحصل على إشادات واسعة في جميع الدول العربية، وبصراحة شديدة، الشكر موصول إلى العروس التي لاشك أنها كانت على توافق مع العريس في هذه المبادرة الكريمة.
أتمنى أن تصل هذه المبادرة إلى جميع دول العالم، وأن يتم تطبيقها ليس في مناسبات الزواج فحسب، بل في مناسبات مختلفة وما أكثرها، فكما ترون بأن موضة الاحتفال بمناسبات كثيرة سائدة هذه الأيام ويتم خلالها صرف مبالغ مالية ضخمة بسبب حب الظهور في المجتمع! لكن عندما يطلب منهم مساعدة المحتاجين أو المرضى فإنهم يترددون ألف مرة، بل حتى يرفضون أحيانًا. في المقابل، قرأت خبرًا في إحدى الصحف المحلية وقد وقف شعر بدني من هول الخبر! يقول الخبر إن أحد مدرسي التربية الإسلامية مصري الجنسية ويعمل في وزارة التربية والتعليم في دولة الكويت الشقيقة قام بالاعتداء الجنسي على عدد 6 من الطلبة.
صدق أو لا تصدق، هل يعقل أن يقوم “مدرس تربية إسلامية” بهذه الجريمة النكراء! لا أدري بماذا اصف هذا الشخص، هذا إجرام بحق التربية وديننا الحنيف، فهو لم يسئ لشخصه فحسب، بل للدين الإسلامي، وهناك الكثير من الجهات الخارجية المعادية لنا التي تستغل هذه الأخبار ضدنا، وتستخدم الإعلامه لتشويه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين. فشتان بين خبر العريس السوداني الإنسان وخبر المدرس المجرم.