العدد 5122
الأحد 23 أكتوبر 2022
banner
من أسباب السعادة
الأحد 23 أكتوبر 2022

في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الراهنة، وإشكالية استقدام الخدم وتعقيدات هذ الأمر، تعاني الكثير من الزوجات من ظروف صعبة، ومعقدة بإدارة شؤون المنزل، وتربية الأولاد، والاتفاق على آلية محددة مع الزوج حول ذلك.
وكنتُ وفي نقاشات جانبية مع عدد من الأصدقاء بهذا الشأن، قد تلمست تصاعداً ملحوظاً في حجم الخلافات الزوجية، مع عمل الزوجين، وكثرة انشغال الأب، وزيادة حجم المسؤوليات على الأم، وطلبات الأولاد. قلت لهم إن التعاون مع الزوجات بكل صغيرة وكبيرة في إدارة شؤون المنزل، ليس عيباً أو نقصاً في رجولة الأب، أو قوامته، أو مكانته بين أولاده، بل هو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كقدوة حسنة لنا، حيث كان خير الناس لأهله في أعمالهم.
وفي رواية بها تفصيل بجوانب من تعاون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، فقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها، ما كان النبي يعمل في بيته؟ فقالت “كان بشراً من البشر، يقري ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه” وفي رواية “يخصف نعله، ويرفأ ثوبه، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”.
وتؤكد العديد من الدراسات الاجتماعية أن غياب التعاون بين الزوجين في التربية، وتضارب آرائهم، وكثرة خلافاتهم، ينتج عنه طفل غير سوي، يبحث عن الثغرات ويستغلها لصالحه. وقوف الزوج مع زوجته في إدارة شؤون المنزل، من السمات الحسنة التي تساعد على تقويم وحسن تربية الأولاد، وبناء أسرة قوية متوازنة يسودها الحب، والألفة والاحترام والود.
كما أنها إرث خير، يرتكز عليه كلاهما لبناء حياة سعيدة، يتذكر بها كل منهما محاسن الآخر في نفسه، وأمام أولاده والآخرين، ودمتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية