حقا هي مبادرة جميلة، بل أكثر من رائعة تلك التي دشنتها وزارة شؤون البلديات والزراعة بحملة توعوية تستهدف الأطفال وطلبة المدارس، وذلك لنشر الوعي البيئي وأهمية الحفاظ عليه وتعزيز القيم الإيجابية والهوية الوطنية.
وكما أكد وكيل البلديات أن هذه المبادرات التوعوية تأتي في إطار جهود الوزارة الهادفة لزرع الثقافة الإيجابية وتنمية الوعي الفردي والجماعي بتأثير العوامل البيئية على حاضر ومستقبل الأوطان، إضافة إلى اهتمام الوزير بضرورة التركيز على البرامج التوعوية للأطفال والناشئة، وذلك لبناء جيل واع مهتم بالحفاظ على البيئة والنظافة العامة، كما شدد الوكيل أن هذه الحملة متميزة نظرا لاختيار الأطفال والناشئة في عدد من البرامج التي تستهدف الأنماط السلوكية لدى هذه الفئة، مؤكدًا إيمانه بأن الأطفال الفئة التي من خلالها يبدأ التغيير وهم الفئة الأهم في بدايات مشاريع التغيير، خصوصا تلك التي تستهدف الأنماط السلوكية المتعلقة بالبيئة، وهي نتاج عنصرين مهمين هنا التربية والتعليم.
كما أشار إلى أن الحملة ستستمر عدة أشهر وستستخدم الوسائل الإلكترونية الحديثة لضمان الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص المعنيين بالطفل والناشئة، وتطرق إلى أن الحفاظ على الثروات الطبيعية مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين من أجل تعزيز الثقافة البيئية والنظافة العامة في البلاد.
إلى هنا وبصراحة تامة فإن وزارة شؤون البلديات والزراعة تستحق أن ترفع لها القبعة على هذه المبادرة الخلاقة التي ستكون لها آثار إيجابية على المجتمع بأسره، لكن علينا أن نمتلك نفسا طويلا، إذ إن زرع هذه الثقافة يحتاج إلى وقت طويل، لكن علينا أن نعمل باستمرار، ألا تعتقدون أن مبادرة كهذه من صميم عمل وزارة التربية والتعليم التي نراها في سبات عميق؟! ألا تتفقون بأن هذه المبادرات يجب أن تدرس في مناهجنا الدراسية؟
نعم.. لا ضير من تعاون الجميع في زرع هذه المفاهيم والسلوكيات، وشخصيا من أشد المؤيدين لها، لكن هذا لا يستثني أن تكون هناك جهة حكومية رسمية تغطي هذا الجانب التربوي.
أكرر أن لا وزارة شؤون البلديات والزراعة ولا غيرها متخصص في هذا الجانب، إنما هي تسعى وتساهم مشكورة في نشر هذا الوعي من واقع قناعتها وحرصها على توحيد الجهود والهمم والعمل بروح الفريق الواحد من أجل بحريننا الغالية، فوجب تقديم الشكر والتقدير لها.