من يتجرأ على تمزيق وتخريب إعلانات بعض المترشحين في الشوارع أو التحريض على ذلك، حتى لو كان مختلفا معهم، فإن تصرفه مرفوض، ويعكس رجعية صاحبه وتخلفه بالمعنى الواسع، فالانتخابات حق للجميع على اختلاف التوجهات والانتماءات وكل مواطن مدعو إلى المساهمة في العرس الوطني دون الإساءة إلى أي مترشح بأي شكل من الأشكال، ومشاركتنا جميعا في هذا العرس الوطني قدوة ومثال في التعاون والمحبة بين كل قوى الخير في بلاد الخير، فليس معنى الاختلاف تجاوز الحدود والأعراف الأخلاقية، وإلحاق الضرر بإعلانات المترشحين.
إن الديمقراطية ليست شعارا، كما أنها ليست حقا أو مجموعة من الحقوق فحسب، إنها أولا مسؤولية كل مواطن، كما أن من المبادئ المسلم بها أن الديمقراطية لا تنجح قط إلا في المجتمعات التي اتفقت على إطار عام يدور داخله الحوار الديمقراطي بين الناس وبين مختلف القطاعات، وما مجتمعنا البحريني إلا نموذج لهذا المجتمع الديمقراطي بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الذي علمنا أن لشعب البحرين دورا مهما في رسم مستقبله من خلال اختيار ممثليه في المجلس التشريعي ومتابعة عمل الحكومة.
نقول لمن يسير عكس التيار.. كيف تريد المشاركة في عملية البناء وأن يكون صوتك مسموعا، وأنت غير مؤمن أصلا بالديمقراطية وتتباهى بالحرية، وتريدها لنفسك ولمصلحتك فقط. كل مترشح له برامجه وتوجهاته، إذ يضفي كل منهم شيئا خاصا به على هذا أو ذاك من أشكال الديمقراطية، ومن حق أي ناخب أن يسجل رأيه حسب كفاءته وحاجته، دون المساس بحرية الآخرين أو الانعطاف عن مهمات حماية مكتسباتنا وإنجازاتنا التي تحققت بفضل المشروع الإصلاحي لسيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
اتركوا هذه التصرفات غير الحضارية، وخذوا بعين الاعتبار أن الاختلاف مطلوب وله تأثير في البناء الفكري والمادي للمجتمعات.