العدد 5108
الأحد 09 أكتوبر 2022
banner
المتدافعون
الأحد 09 أكتوبر 2022

 نقلت الصحف والمنصات الرقمية أخيراً، مشاهد (بعض) المترشحين وهم يتدافعون ويتسابقون لدخول المراكز الإشرافية للتسجيل للانتخابات، وهو تدافع أعاد لذاكرة المواطنين مشاهد شبيهة في المواسم الانتخابية الماضية. هذا التدافع، لو كان لحب الوطن، والسعي لخدمة الناس، فهو أمر جميل، وشاهد بأن البلاد لا تزال بخير، وأن القادم أجمل، في ظل هذه الغمامة المعيشية السوداء، التي تحيط بنا، وتخنقنا، وتخنق غيرنا من دول المنطقة، والعالم.
أما لو كان تسارعاً لتحقيق المصالح الشخصية، وتقديمها على حال المواطن، فالمطلوب من الناخب الكريم التمييز ما بين الصالح والطالح، والغث والسمين، وأن يركن المتمصلحين على جنب، ولا ينظر حتى لوجههم.
وأتذكر بلقاء جمعني بأحد نواب (النعم) ممن كانوا يبصمون بالصح، في كل شاردة وواردة (تمر عليهم)، وإن كانت ضد إرادة من انتخبوهم وأوصلوهم من أبناء دائرته.
وحين واجهته برأيي الصريح، بدأ يزبد ويرعد، ويشرح، ويفسر الأمور، من النواحي القانونية، والاقتصادية، والسياسية، وبتفصيل دقيق، وكأنني بمحاضرة في الجامعة، وليس أمام نائب منتخب شعبياً، وأنا مواطن أسأله عما فعل، ولماذا فعل ذلك؟
أجبته ببساطة وبرود، بأن هذا ليس الدور الذي انتخبه الناس لأجله، إنما أن ينقل صوت المواطن بالبرلمان، وأن لا يخرج عن إرادته قيد شعرة، وهو ما لم يفعله.
ما حدث للأسف الشديد، هو انحراف صريح عن واجب النائب، وتأكيد بأن كل الشعارات التي كان يرددها حين كان يستجدي الأصوات الانتخابية، هو محض هراء ليس إلا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية