العدد 5090
الأربعاء 21 سبتمبر 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
العرب بين الديمقراطيات العميلة للأحزاب والملكيات
الأربعاء 21 سبتمبر 2022

فلسفة النظام السياسي لأي بلد ترتكز على عدة مرتكزات وعقائد، منها قيادة أمن واستقرار البلد وتحقيق مصالحه وتسخير إمكانات وموارد البلد لتحقيق التطور والازدهار وتسويق ثقافة وآيديولوجية البلد الثقافية، ومن يحقق هذه المرتكزات والعقائد مجموعة من الأشخاص ينتمون للنظام السياسي، سواء قادة وأعضاء الأحزاب التي تفوز بالانتخابات، أو عن طريق قادة السلطات والهيئات التي تتبع السلطة الملكية.
وبالمقارنة بين الديمقراطية العربية العميلة للأحزاب التي تحركها جهات خارجية لتحقيق مصلحتها على حساب الوطن والمجتمع العربي، وما بين الملكيات العربية الوراثية، نجد أن الأخيرة تفوقت على الديمقراطية العربية بشكل كبير ومذهل بكل الجوانب، فمن ناحية الأمن والاستقرار والتنمية، نجد أن سيطرة الديمقراطية العربية العميلة على البلد العربي دمرته وأفقدته الأمن والأمان وعطلت التنمية فيه، وأصبح البلد يباع والمجتمع يصرخ ويئن لفقدانه أبسط مقومات الحياة. ولم يكن هناك وجود مطلقا لمفهوم الهوية العربية والسيادة والاستقلال في أجندة أحزاب وقادة الديمقراطية العربية العميلة. والسبب بذلك تبعية هؤلاء السياسيين العرب وأحزابهم العميلة لكل من الصفويين والعثمانيين والأنجلوسكسونية الجديدة والفرانكفونية.
أما لو نظرنا للملكيات العربية الوراثية، التي تصفها الديمقراطية العربية العميلة بالفساد وعدم الديمقراطية، فسنجدها وفرت الأمان والتنمية والحفاظ على الهوية والسيادة العربية للبلد والمجتمع العربي، ومن دون ديمقراطية الخيانة، والسبب واضح جدا، فالديمقراطية العربية العميلة وأحزابها وقادتها مستأجرون للبلد العربي ويسعون لسرقته قدر الإمكان قبل الإطاحة بهم، وإذا ما تطلب الأمر فإنهم سيحرقونه قبل فرارهم بسرقاتهم، لإيمانهم بأن مدة مكوثهم بدفة الحكم قصيرة ولن تدوم. أما الملكيات العربية فهي تعلم أن البلد العربي ملكها ومأواها وملاذها وأمنها الوحيد، لهذا فإنها تحاول قدر الإمكان الحفاظ عليه وفق ترتيب الأولويات وهي الأمن والأمان والهوية والسيادة والتنمية والتطوير. فقط انظروا للعالم العربي وافحصوا كل بلد عربي على حدة ستجدون أن أي بلد عربي كان مدمرا أو شبه مدمر أو معطلا، فإن الديمقراطية العربية العميلة وأحزابها وقادتها هي المسؤولة عن تدميره، وبقيادة طبعا عملاء المرشد والخليفة والأخ سام والمسيو.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .