العدد 5062
الأربعاء 24 أغسطس 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
شركاء بقتل اليمن
الأربعاء 24 أغسطس 2022

مفهوم الأحزاب بكل العالم يعني عدة مفاهيم، منها تحقيق المصلحة العليا للوطن، وتسويق الفكر أو الآيديولوجيا أو الهوية أو الفلسفة التي يؤمن بها الوطن للشعوب والأمم الأخرى لمنافسة الأفكار والآيديولوجيات الأخرى، والدفاع عن مكتسبات الوطن التاريخية والثقافية والمجتمعية والدينية والأمنية والعسكرية.. إلخ.
لكن بعض الأحزاب والتيارات والآيديولوجيات السياسية والدينية العربية على العكس تماما من ذلك الأمر، فهي أحزاب وكيانات وحركات هادمة ومدمرة للهوية العربية الإسلامية، وتقوم بدل ذلك بالتسويق والتطبيل للهوية الصفوية والهوية العثمانية والهوية الشاذة، سواء من ادعى من هذه الأحزاب الوطنية أو من تستر بغيرها كما هو الحال باليمن، فالحوثي يدعي الوطنية والاستقلالية والدفاع عن الهوية اليمنية والشعب اليمني ضد ما يسميه بـ “تحالف الشر”، أي التحالف العربي لمساندة الشرعية، والذي يصفه الحوثي بأنه يريد احتلال اليمن وسرقة خيراته وثرواته.
نعم.. هناك أحزاب لا تريد لليمن والشعب اليمني أن ينعم بالأمن والاستقرار والسلام، لأنها تقتات على مآسي وأزمات وقتل الشعب اليمني، أي أن وجود الحوثي هو في صالح هذه الأحزاب وهذه الجهات، وأساس كبير في استمرارها في تحقيق مصالحها وتسليم اليمن لاحقا للعثمانيين، كما هو الحال مع إخوان اليمن.
وهذه الأحزاب والجهات تنقسم إلى فريقين، الأول مع الحوثي يسانده ويدعمه ويحقق مصالحه من خلال المظلة الحوثية، أما الفريق الثاني فهو يدعي أنه مع الشرعية اليمنية، بينما في واقع الحال، وكما كشفه اليمنيون أنفسهم، هو فريق منافق يقوم بالتنسيق مع الحوثي بشكل غير مباشر لتعطيل وعرقلة أي جهد يحقق لليمنيين السلام والأمن، كون هذا الأمن لن يكون في صالح هذه الأحزاب والجهات المنافقة، ولأن الشعب اليمني سيعاقب هذه الأحزاب وقت صناديق الانتخابات جراء ما اقترفته من مشاركة في استمرار مأساة الشعب العربي اليمني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية