العدد 5042
الخميس 04 أغسطس 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
تدمير الأحزاب الأمة العربية
الخميس 04 أغسطس 2022

من الأساليب التي مكنت الطرف الآخر من احتلال واستعمار وتدمير العالم العربي.. الأحزاب العربية بكل أشكالها وتصنيفاتها، من أحزاب سياسية أو دينية أو ليبرالية أو يسارية.. إلخ، فبنظرة بسيطة إلى المشهد السياسي العربي نرى أن ما يعانيه العراق الآن هو بسبب كل من حزب البعث العربي الذي سهل للطرف الآخر غزو العراق، ثم الأحزاب العراقية الموالية لإيران وما فعلته بالعراق حتى هذه اللحظة، وبنظرة أخرى نرى أن حزب القذافي ثم الأحزاب الموالية لتركيا بعد سقوط القذافي السبب الرئيسي لما يعانيه المجتمع العربي الليبي من دمار، وبنظرة ثالثة نرى كيف أن حزب علي عبدالله صالح ثم حزب الحوثي وبقية الأحزاب اليمنية، السبب الأوحد فيما يعانيه المجتمع العربي اليمني، وبنظرة رابعة إلى ما فعله تحالف حزب الإخوان المسلمين مع الرئيس المخلوع عمر البشير، والأحزاب الحالية التي تتصارع على بيع السودان للدول الكبرى، نرى أنها المسؤولة عن ما يعانيه المجتمع العربي السوداني من حالة الدمار والفقر.

إذا قبل أن نلوم واشنطن ولندن والغرب، علينا أن نشير بالأصابع إلى السبب الأول الذي جعل العالم العربي يصل إلى ما وصل اليه الآن، أي الأحزاب العربية، إلا أن المجتمعي العربي بدأ بالانتباه إلى الخطر الذي تشكله هذه الأحزاب العربية ضد المجتمع والأمن العربي، ولعل أول ثورة واضحة من المجتمع العربي ضد هذه الأحزاب العربية كانت ثورة 30 يونيو، والتي ثار فيها شعب مصر ضد حزب الإخوان المسلمين ومخططه بتسليم مصر لحزب العدالة والتنمية التركي، وقد كانت ضربة قاضية ضد حزب الإخوان وبقية الأحزاب الطفيلية.

ثم جاءت الضربة الأخرى حينما ثار المجتمع العربي التونسي ضد حزب الإخوان وبقية الأحزاب المتحالفة معه، وأزالهم إلى غير رجعة بالرغم من التظاهر بأنهم مازالوا أقوياء، أيضا جاءت الضربة الثالثة من المجتمع العربي المغربي الذي مسح بكرامة كل أعضاء حزب الإخوان المسلمين وأزالهم من المشهد السياسي المغربي، لهذا على أصدقائنا في الغرب أن يدركوا أن استمرار استخدامهم الأحزاب العربية ودعمها سيكلفهم من الآن ثمنا باهظا من متانة علاقاتنا معهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .