العدد 5048
الأربعاء 10 أغسطس 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
شعوبية الأحزاب العربية
الأربعاء 10 أغسطس 2022

الحزبان الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة وبالرغم من تنافسهما الشرس، إلا أنهما يسعيان لفرض هيمنة واشنطن على العالم، والتصدي لأية قوة منافسة لواشنطن، ويحاربان أية محاولة لتسويق الهوية الروسية أو الصينية أو العربية داخل المجتمع الأميركي، وأحزاب المحافظين والعمال والديمقراطيين الأحرار في بريطانيا كلها تسعى لتسويق مصالح لندن والتصدي لتسويق الهوية الروسية أو الصينية أو العربية، والأمر كذلك مع أحزاب الوسط ويمين الوسط واليمين المتطرف بفرنسا، كلها تسعى للمصالح الفرنسية والهوية الفرانكفونية والتصدي لتسويق الفكر غير الفرنسي داخل المجتمع الفرنسي، وأيضا ينطبق ما ذكرناه على الصين وروسيا والهند وباراغواي وتشيلي وسيلان ومكاو وكل بلاد العالم بلا استثناء، إلا بالوطن العربي وأحزابه بكل شرائحها وفلسفاتها، هذا إذا قبلنا أن لديها فلسفة أصلا.
وهذه الأحزاب العربية ليست لديها هوية وطنية تمثل المجتمع العربي أصلا تدافع عنها، فهي أحزاب شعوبية تقوم بتسويق الهوية الشعوبية لإيران وتركيا والغرب عموما، على حساب الهوية العربية الإسلامية وتاريخها وحاضرها ومستقبلها. الأحزاب العراقية الموالية لإيران سعت لقتل الهوية العربية وقامت بالتمجيد لكسرى طهران وإبراز وتسويق الهوية الشعوبية للصفويين، ولعل قاسم سليماني وقاآني خير مثال على عربدة الشعوبية الصفوية بالعراق بسبب شعوبية هذه الأحزاب، وكذلك ما فعله الحوثي وحزب الله وتسويقهما للشعوبية الصفوية.
كذلك شعوبية الإخوان المسلمين ومهاجمتهم كل ما هو عربي مسلم وتسويقهم الشعوبية العثمانية المقبورة وتطبيلهم لحزب العدالة والتنمية وأنه المثال العظيم للإسلام، وأن رئيس الحزب هو خليفة المسلمين المنتظر، وسعيهم لبيع الوطن العربي لحزب العدالة والتنمية عندما كانوا يحكمون مصر وتونس والمغرب وليبيا قبل أن يخضع العدالة والتنمية للعرب المسلمين، ويوجه صفعة للإخوان المسلمين الذين سوقوا له، ويعترف أن الهوية العربية الإسلامية كسرت أنف الشعوبية العثمانية. الأمر أيضا ينطبق على الليبراليين وأحزابهم التي قتلوا فيها الهوية العربية المسلمة لحساب الشعوبية الغربية كالفرانكفونية والافتتان بكل ما هو فرنسي على حساب الهوية العربية المسلمة. لهذا فإنه يجب التصدي لكل هذه الأحزاب العربية الشعوبية التي تدعي عروبة وإسلامية هويتها، وهي بالحقيقة أدوات خارجية لتسويق شعوبية الغير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .