العدد 5083
الأربعاء 14 سبتمبر 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
العرب وديمقراطية الأنجلوسكسونية الجديدة
الأربعاء 14 سبتمبر 2022

واشنطن ولندن، تمثلان الأنجلوسكسونية الجديدة، وتسعيان للسيطرة على العالم والهيمنة عليه بكل الوسائل المباشرة أو غير المباشرة، ونزعة الأنجلوسكسونية الجديدة هي نتيجة الإرث الثقافي والاجتماعي والسياسي المشترك بين لندن وواشنطن، والذي تطور بعد تسليم راية قيادة العالم من لندن لواشنطن بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ومن ضمن البقع الجغرافية التي تسعى الأنجلوسكسونية الجديدة للسيطرة عليها بشكل غير مباشر العالم العربي من بحر عمان للمحيط الأطلسي المغاربي. ومن ضمن الوسائل غير المباشرة التي تسعى الأنجلوسكسونية الجديدة لاستخدامها للسيطرة على العالم العربي نظام الديمقراطية الأنجلوسكسونية الجديدة، وليس نظام الديمقراطية الغربية السائد بالغرب. وهناك فرق واضح بين الديمقراطيتين، فالديمقراطية الأنجلوسكسونية تعني أن هناك أحزابا عربية وقادة أحزاب عربا مهمتهم تسويق أنفسهم بين عامة الشعب بأنهم يسعون للإصلاح والتطور ومحاربة الفساد والدعوة للديمقراطية، ومن يقوم بدعم هذه الأحزاب العربية وقادتها الجهات التابعة للأنجلوسكسونية الجديدة كدكاكين الشذوذ الأخلاقي ومراكز أبحاث الديمقراطية وبعض البرلمانيين، بالإضافة لذلك تقوم بعض وسائل الإعلام التابعة أو المؤيدة للأنجلوسكسونية الجديدة، بتمجيدهم ورفعهم لمرتبة القديسين السياسيين والحقوقيين. ثم بعد نجاح هذه الأحزاب بالانتخابات وقيادة دفة البلد العربي، تقوم بتحقيق كل ما يطلب منها تنفيذه من قبل الأنجلوسكسونية الجديدة من اتفاقيات ومعاهدات تحقق بالدرجة الأولى وبنسبة 90 بالمئة مصالح الأنجلوسكسونية الجديدة، على حساب البلد العربي ومصالحه وسيادته. 
أما الفرق بين الديمقراطية الغربية وديمقراطية الأنجلوسكسونية هي أن الأخيرة غطاء للسيطرة على العالم العربي بواسطة أحزاب وقادة خونة وعملاء. بينما لو حدث ذلك بالديمقراطية الغربية لرأينا قيام قيامة دعاة الديمقراطية الغربية، فالرئيس بايدن اتهم ترامب بأنه خائن ويريد تدمير الديمقراطية الأميركية وهو رئيس سابق لواشنطن وأعلى سلطة فيها. وهذا هو الفرق بينهما، فديمقراطية الأنجلوسكسونية الموجهة للأحزاب العربية وقادتها هي خيانة واستخدام عملاء لتحقيق مصالح الأنجلوسكسونية الجديدة، بينما الديمقراطية الغربية تعني الولاء وأمن الوطن والتصدي حتى لأعلى سلطة فيها حتى لو كان رئيسا للبلد أو رئيسا للوزراء إذا ما تم الشك في ولائه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .