العدد 5088
الإثنين 19 سبتمبر 2022
banner
ثقافة الرفق بالحيوان
الإثنين 19 سبتمبر 2022

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث، يأكل الثرى من شدة العطش، قال: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه ثم رقى، فسقى الكلب، فشكر الله له”. قرأت خبرًا جديرا بالاهتمام في إحدى الصحف المحلية عن عدد من المواطنين في المملكة الأردنية الهاشمية قاموا بوضع مواسير للمياه في الأعمدة الكهربائية وتم ملؤها بالطعام للقطط والكلاب.
قد يقول البعض إن هذا ليس جديدا، لكنني أعتقد أن هذه الثقافة مفقودة عندنا وأقصد هنا في العالم العربي، وهذه المبادرة يجب أن يشكروا عليها بل يجب تقديم الدعم اللازم لهم لنشر هذه الأعمال النبيلة التي ذكرت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية. لا شك أن الكثير منا يقوم بأعمال إنسانية مشابهة ويخصص ما تبقى من فضلات الأكل لإطعام الطيور، لكن ليس بالطريقة الصحيحة أو الحضارية، بل تفتقد إلى الشروط الصحية. كنت في زيارة لإحدى الدول مؤخرا، ولفت نظري أن هذه المهمة أو المسؤولية أوكلت إلى بلدية المدينة، وهذا القرار أعتبره صائبًا لأنه سيكون أكثر فاعلية وتنظيمًا، فجميع الأعمال وإن كانت صحيحة إلا أنها يجب أن تحكمها قوانين وأنظمة لضمان نجاحها.
الجميع يعلم أن الرفق بالحيوانات من أسمى أهداف الإنسان، فهو يعبّر عن مدى أخلاق الإنسان ومدى تقيّده بالقواعد الإنسانية، ويشتمل الرفق بالحيوان رعايته وحمايته وإطعامه، وبالدرجة الأولى عدم إيذائه أو ضربه، وهذه الأفكار والثقافة علينا تلقينها للصغار قبل الكبار.
إنّ أهمية الرفق بالحيوانات يتجلى بشكل واضح بوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا بعدم تعريضها للأذى ومعاملتها بأفضل طريقة، ولأنّ في حمايتها جزاء كبيرا من عند الله تعالى.
ومثل أي شيء آخر فإن نشر ثقافة الرفق بالحيوان يحتاج إلى حملة توعوية شاملة ومستمرة من الأهل والمدرسة ووسائل الإعلام من تلفزيون وإذاعة وصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .