دبي “دار الحي” وكعادتها وفي إطار مبادراتها المختلفة والخلاقة، أعلنت هيئة تنمية المجتمع إصدار بطاقة خصم لمن تجاوز عمره الستين من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة المقيمين في دبي. البطاقة التي تحمل اسم “ذخر”، تمنح حسومات لكبار السن من المواطنين وتصدر بالمجان. لاشك أن هذه الفئة ستستفيد كثيرًا من هذه الخدمات التي تشمل العلاج، والمواصلات، والمطاعم، والمواقف الخاصة، والمعاملات الحكومية، والفنادق، والمحلات التجارية وغيرها.
هذه المبادرة الرائعة والخلاقة من الممكن تطبيقها في أية دولة، وليس صعبا تنفيذها للمواطنين من هذه الفئة الذين بلا شك يستحقون هذا التقدير بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، وهم الآن بأمس الحاجة لمثل هذه الخدمات، خصوصا أن مداخيلهم تكون متواضعة واعتماد معظمهم على الراتب التقاعدي.
في المقابل، الحكومات لا تتحمل أية التزامات مالية إضافية أو ميزانية قد ترهقها لإصدار هذه البطاقة، حيث إنها ومن خلال توجيهها لوزارة التنمية الاجتماعية على سبيل المثال وليس الحصر كجهة مسؤولة عن هذا المشروع، وبدورها تقوم الوزارة بمخاطبة المؤسسات التي تنوي الدخول في هذه المبادرة، وأنا على يقين بأن الكثير من تلك المؤسسات ستبادر بدون تردد في هذا البرنامج الذي سيضيف أرباحا لها بسبب الزيادة في أعداد الزبائن. لا ضير أيضا أن تتواصل الوزارة مع هيئة تنمية المجتمع في دبي للتعرف أكثر عن هذا البرنامج، فلنبدأ بالخطوة الأولى، وأنا واثق بأن القائمة ستشمل خدمات أخرى وتكون طويلة، حيث إن الكثير من تلك المؤسسات الخاصة ومن صميم سياستها في المسؤولية الاجتماعية (CSR) سيسعدها تقديم هذه الخدمات.
ألا تعتقدون أن هذا البرنامج سيلاقي صدى كبيرا وإيجابيا ومقدرا من هذه الفئة وعائلاتهم، بل من جميع المواطنين. أتمنى أن تقوم الجهات الرسمية بالنظر في مثل هذه المبادرات التي تصب في صميم عمل الوزارات المختلفة وخصوصا الخدمية منها، وذلك لتوفير العيش الكريم للمواطنين من كبار السن، وكعامل مساعد ومكمل لبرامج الحكومة المختلفة التي تصب في صالح المواطن.