العدد 5074
الإثنين 05 سبتمبر 2022
banner
بـ “دشداشة نومه” بين المُصلّين!
الإثنين 05 سبتمبر 2022

يُنقل عن نبي الأمة محمد (ص) أنّه قال: “ما مِنْ صلاة يحضرُ وقتها إلا نادى ملك بين يدي الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم؛ فأطفئوها بصلواتكم”، بما يؤكد إيلاء الصلاة الاهتمام الأول من حيث الآثار والأهداف والمواعيد والأسرار في الدنيا والآخرة، فهي التي تَنهى النفس عن ارتكاب المنكر في الدنيا وتُسقط العقاب في الآخرة. كيف لا وهي عمود الدين الذي فرضه الباري على المُكلّفين من عباده باعتبارها أوضح الوجوه لإعلان العبودية المُطلقة وربط الحياة بالواحد المُتعال بما تحظى به من دور محوري في بناء الأخلاق والتربية والتوجيه والحرز من الآثام والمعاصي والقبول بالمصير في أقوالها وحركاتها. فهي المفروضة على البالغ العاقل من المسلم والمسلمة اللذين يتوشحان بزيها الشرعي الذي يرتديه الرجل ساتراً ما بين سرّه وركبته، وللمرأة ما يستر كامل بدنها عدا وجهها وكفيها أثناء أداء الفرائض.

قد يبدو اﺳﺘﺤﺒﺎب إﻇﻬﺎر اﻟﺰﻳﻨﺔ للصلاة بعد وجوب ستر العورة فيها، من الأمور المُحبّبة في جميع الشرائع عموما والشريعة الإسلامية خصوصا التي من أبسطها اللبس النظيف الذي ﻳﺘﺠﻤّﻞ ﺑﻪ بطيبِ المَعطر وجمال المَظهر – في الثوب مع القبعة “القحفية” والشماغ، أو القميص مع البنطال، أو الإزار مع الرداء - والتّجمل الزاهي بها، والتّطيب المرشوش عليها، والتي يدخل بها المسلم على ربه لعَمَدْ دينه خمس مرات، ومَنْ أقامها فقد أقامَ الدّين ومَنْ تركها فقد هَدَمَ الدين، سعياً لتوثيق الصلة وتعميق الارتباط وإتمام الولاء الذي يُقبِلُ فيه العبد الفقير على سيده الغني قائماً وراكعاً وساجداً بين يديه في لحنٍ سماويٍ خالد مقدّسٍ، فيحثُّ فيها العبد الخُطى في سكينة ووقار وقلب مُتوجهٍ وهيئةٍ حسنةٍ مُتلازماً مع ملابس نظيفة وعطر فوّاح وتسوك “أراكي” غضّ طري.

نافلة:

يُعدّ إحسان الشكل وأناقة الهيئة وجمال المظهر وحُسن المنظر في الثوب السّاتر والنعل النظيف من السّمات المُلازمة للعبد الذي يُحب الباري تعالى أنْ يرى أثر نعمته عليه بين مجاميع الناس في دور العبادة أو في الأماكن العامة ونحوها، والتي تصل فيها مظاهر النظافة والتزّين والتّعطر مداها، حيث لا تترك مظهراً من مظاهرها دون جمال في منظر أو رائحةِ في ملبس، فيكون للقدمين حقّ في الزينة ما يكونُ بارتداء النعل النظيف الذي يتناسق لون خفّه اللامع مع لون ثيابه الناصعة دون إهمالِ في المظهر أو قباحة في المنظر، كحال ذاك المُصلي الذي أضعفَ من هيبته وأصغرَ من نفسه بين المُصلّين حين انحشرُ بين الصفوف بـ “دشداشة نومه” ورائحة عرقه وبواعث فمه المُختلطة بمذاقات البصل والثوم والكراث، فيما يكون في أحسن هيئة وأتمّ حال عندما يذهبُ إلى وليمةٍ أو مكان عمله!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية