العدد 5067
الإثنين 29 أغسطس 2022
banner
كرامة المحتاج أولاً
الإثنين 29 أغسطس 2022

تلقيت رسالة معبرة في مضمونها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولا أدري مدى صحتها ودقتها ومصدرها وهو ليس مهمًا بالنسبة لي.. الرسالة تقول إن أحد الأطفال قرر أن يطمس اسم الجمعية الخيرية التي كانت تضع اسمها على الحقيبة المدرسية! وفي الحقيقة وقبل البدء في كتابة مقالي هذا، قررت أن أنشر هذه الرسالة في حسابي في الإنستغرام، وبصراحة شديدة لم أكن أتوقع ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها والتعاطف الشديد وتأييد الفكرة. 
فقد دأبت الكثير من الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخاصة على توزيع الحقائب والقرطاسية للطلبة المحتاجين بداية كل عام دراسي جديد، كجزء من سياسة المسؤولية المجتمعية للمؤسسة (CSR) واللهم لا اعتراض، بل من الواجب تقديم الشكر والتقدير لها على هذه الأعمال الإنسانية والخيرية التي تصب في مصلحة المجتمع البحريني الذي يستحق كل الدعم والمساندة، إلا أنه اتضح أن بعض الجهات المتبرعة، أكرر “بعضها” تصر على أن تطبع على الحقائب المدرسية اسم وشعار المؤسسة كنوع من الدعاية أو الترويج، وكذلك التأكيد للجمهور أنها تقوم بهذه الأعمال الخيرية من خلال نشرها في الصحف.
ولاشك أن هذا الأمر سيكون موضع اختلاف في وجهات النظر، فمنهم من يظن أنه حق شرعي للمؤسسة الداعمة، ومنهم من يرى أن ذلك يمثل إحراجًا للمنتفعين بهذه الحقيبة، حيث إنه من الأولى حفظ كرامة المحتاج، وكما هو معلوم أن عمل الخير يعد من أعظم الأعمال الإنسانية، ويقصد بعمل الخير كل فعل أو عمل صادر من الإنسان بغية إرضاء الله سبحانه وتعالى، دون انتظار أي رد من الشخص المقابل، أو الرغبة في تحقيق مكاسب مادية. لذا من الضروري أن يكون العمل خالصا لوجه المولى عز وجل.
أنا على يقين بأن الجهات الداعمة لهذه الأعمال الخيرية في مملكتنا الحبيبة على قدر من الرقي والذوق وهي لا تقوم بذلك، إلا أنني أرى من الواجب طرح مثل هذه الأمور التي قد تكون أية جهة غافلة عنها. قال تعالى “وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .