كشفت دراسة لمركز الأبحاث في معهد التعليم البريطاني أن الأشخاص المتعلمين أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، وأنهم يحققون إنجازات أكثر ويتمتعون بصحة أفضل، ويقول الباحثون إن التعليم يساعد الإنسان على إدارة حياته بشكل أفضل، وعندما نتأمل رسالة الإسلام نجد أنها بدأت بكلمة “اقْرَأْ”، ولو تأملنا كلمات القرآن نجد أن كلمة “العلم” ومشتقاتها وردت في القرآن أكثر من 500 مرة، وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالعلم، يقول تبارك وتعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
ما جعلني أكتب هذه المقدمة تجربتي الأخيرة وأنا في إجازتي الصيفية، وأثناء رحلة الباخرة التي بدأت من مدينة إسطنبول مرورًا بعدد من الجزر التركية واليونانية الجميلة، وقد بلغ عدد المسافرين الإجمالي أكثر من 1600، معظمهم من الجنسيات الأوروبية، والإيطالية خصوصا، نظرا لأن الباخرة كانت إيطالية المنشأ. وخلال الرحلة قررت أن أخصص بعض الوقت وأن أكون فضوليًا نوعا ما بالتقرب والتعرف على عدد من العوائل أثناء فترة وجبات الطعام وحول المسبح، وقد لاحظت أمورًا بل دروسا رائعة في إدارة وتعليم وتربية الأطفال.
بطبيعة الحال لم أر مربية أطفال مع أية عائلة رغم وجود أكثر من طفل في العائلة الواحدة! كنت أرى كم للنظام من دور مهم في حياتهم، من ناحية الوقت ونظام الأكل وتنظيم خروجهم من الباخرة وغيرها من الممارسات التي أعتبرها أكثر من رائعة، كانت تجلس بجواري عائلة، وسمعت أحد الأطفال وهو يسأل والدته عن معلومات دقيقة عن الباخرة، كيف كانت الفكرة وكيف تم صنعها وكم يكلف بناءها والكثير من الأسئلة الرائعة التي لم أتوقعها من طفل ذي عشرة أعوام، وما زادني انبهارا واحترامًا هو موقف الأم وهي تحاول الإجابة على كل الأسئلة التي طرحها ابنها بكل أريحية، لدرجة أن بعض الأسئلة لم تستطع الإجابة عليها ووعدته بأن تبحث عنها لاحقًا! هذا هو معنى التعليم والتربية الصحيحة، فمتى ما كانت الأم متعلمة ومثقفة ومطلعة على ما يدور، فإن النتيجة ستكون بالطبع مرضية وتنعكس إيجابا على الأطفال.
شاهدت أيضا وقت تناول الطعام كيف تتم تربية الأطفال على الإتيكيت الخاص بتناول الطعام، وكيف يقوم الوالدان بتوجيه الأطفال وتنويرهم، وأتمنى أخذ العبرة من هذه الممارسات الجيدة والعمل على تطبيقها وتثقيف ذاتنا أولا وفلذات أكبادنا ثانيًا.