بداية أود أن أشيد بالجهود المضنية والحثيثة التي تبذلها الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وذلك بإجراء الكثير من التجديد في الكوادر العاملة في وزارات وهيئات الدولة ومؤسساتها المختلفة من خلال ضخ دماء جديدة شابة، وكان آخرها إعلان التشكيل الوزاري الجديد.
كلنا ثقة بأن يؤتي هذا التغيير الوزاري ثماره من خلال هذه التوليفة التي تمزج بين خبرة بعض الوزراء وطموح وحيوية الجيل الجديد، ونحن على يقين بأن هذا الخلط بين المدرستين يعتبر ظاهرة صحية بل رائعة نظرًا لوجود الخبرة والحكمة من جهة، والأفكار والمعرفة الحديثة والخلاقة من جهة أخرى.
ولي فكرة متواضعة أطرحها، وبالطبع قد لا تكون جديدة، إنما من باب الحرص والانتماء والولاء لهذه الأرض الطيبة التي تستحق أن نقف معها ومع جهود الحكومة في رفع المستوى العام. الفكرة ببساطة أن تقوم الحكومة بتشكيل لجان استشارية “Think Tank” وفي مختلف القطاعات والتخصصات، ويرأسها الوزير المعني (حسب التخصص)، ويحق للوزير أن يدعو من يراه مناسبًا في وزارته، وتضم في عضويتها عددا من المتخصصين أصحاب الخبرات الطويلة والمؤهلات العليا، ويكونون خليطا من العاملين والمتقاعدين، وعلى سبيل المثال.. لجان خاصة بالهندسة، والطب، والطاقة، ورجال الأعمال والصناعة والتجارة، والتعليم، والرياضة والشباب، والإعلام، والسياحة والثقافة، والاتصالات والمواصلات، وغيرها من التخصصات.
هذه اللجان ستسهم جليا في دعم وإثراء وزارات الدولة بالكثير من الأفكار النيرة والخلاقة من خلال العصف الذهني “Brain storming” والتفكير خارج الصندوق “out of the Box” كما في علم الإدارة، ولاشك أننا بأمس الحاجة إلى التفكير في مبادرات خلاقة تخدم اقتصادنا وتجد حلولا للكثير من المسائل والقضايا التي تمس مصالح الجميع، فالتشكيلة يجب أن تكون مزيجا من موظفي الحكومة والقطاع الخاص، وذلك لخلق فريق عمل متجانس ومبدع، فهذه الخبرات المتراكمة التي يحملها هؤلاء المتخصصون نتاج عمل دؤوب ومتواصل وممزوج بالعلم والمعرفة والخبرة العملية والإدارية.
وأنا على يقين بأنهم رهن الإشارة وفي أي موقع يطلب منهم لرد الجميل لهذا الوطن الغالي، وكلي أمل أن يلقى الاقتراح المتواضع اهتمام أصحاب القرار لما فيه خير ومصلحة الوطن والمواطن.