بداية دعوني أرفع القبعة لكل من شارك في حملة الإمام الحسين للتبرع بالدم لهذا الموسم في نسختها الرابعة والعشرين، ويقول الخبر إن الحملة حصدت 500 كيس دم من المتطوعين في هذه المناسبة الدينية، حيث وصل العدد إلى 15 ألف كيس دم منذ إطلاق الحملة.
هذه المبادرة الإنسانية الرائعة بكل معانيها تعكس حرص الجميع على تحقيق الشراكة المجتمعية، وتؤكد أهميتها لترفد بنك الدم بمختلف أنواع فصائل الدم، وتمثل أيضا نموذجا للتضامن الإنساني لمساعدة المحتاجين من المرضى، كما أنها تجسد القيم النبيلة التي يتمتع بها أبناء البحرين، فالجميع يقدر هذا العمل النبيل ويثمن عالياً روح المسؤولية والحس الوطني لجميع من شارك في هذه الحملة التي حققت المملكة بفضلها الاكتفاء الذاتي من مخزون بنك الدم، ولابد هنا أن نشيد أيضا بجهود وزارة الصحة في توفير كل المتطلبات والاحتياجات اللازمة لإنجاح هذه الحملة، والشكر موصول للقائمين على تنظيم هذه الحملة.
الحقيقة أن هذه الحملة السنوية التي يتم تنظيمها منذ 24 عاماً، تستحق الوقوف عندها والتنويه بها لتكون درسا مخلصا في هذه المناسبة الدينية، حيث ستفيد حتما أناسا بأمس الحاجة لهذا المخزون، كما أن هذه الحملة تعتبر أنموذجا للتحضر والرقي والمشاركة الوجدانية.
في اعتقادي الشخصي ان موسم عاشوراء هذا العام كان الأفضل بكل المقاييس، فجلالة الملك المعظم، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله ورعاهما، يوليان جل اهتمامهما لإنجاح هذه المناسبة الدينية من خلال التوجيه المستمر للأجهزة الحكومية بتقديم كل الدعم والمساندة الممكنة، كما أن متابعة معالي وزير الداخلية كان لها أكبر الأثر في ترجمة توجيهات القيادة الحكيمة من خلال تنسيق الجهود مع مديريات الشرطة وخدمة المجتمع والإدارة العامة للمرور والمحافظات المختلفة. خلاصة القول إن أي عمل سيكون متميزًا وناجحا متى ما كان جماعيًا وبروح الفريق الواحد.
تمنياتي أن تقوم الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة والبنوك والجامعات المحلية وغيرها بتنظيم حملات تبرع بالدم للعاملين لديها في مناسبات مختلفة، أو حتى بدون مناسبة، وذلك في إطار برامج المسؤولية المجتمعية، وهناك بعض المؤسسات الخاصة التي تقوم بذلك، لكن عددها ضئيل جدًا قياسا بالعدد الكبير للمؤسسات المختلفة في البلاد.