العدد 5043
الجمعة 05 أغسطس 2022
banner
صدق أو لا تصدق
الجمعة 05 أغسطس 2022

كثيراً ما سمعنا بهذه المقولات: “اطلبوا العلم ولو في الصين”، “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، “السماء هي الحد”، ولا شك أن لهذه المقولات الملهمة الكثير من الدلالات والعبر في الكثير من مناحي الحياة، فالإيطالي جوزي باتيرنو ذو الـ 98 عاما سجل رقما قياسيا كونه أكبر خريج في إيطاليا! تصوروا يا قوم أنه حصل على شهادة الماجستير في نفس تخصص البكالوريوس الذي حصل عليه قبل عامين في التاريخ والفلسفة!
وبحسب وكالة رويترز أن هذا الرجل الذي ولد عام 1923 لم يتمكن من الحصول على التعليم الأساسي في سنوات عمره المبكرة، حيث أنهى دراسته الثانوية في عمر 31.. باتيرنو الذي شارك في الحرب العالمية الثانية أصيب بكوفيد 19 ورغم كل الظروف المحيطة الصعبة استطاع أن يحصل على مبتغاه العلمي. في اعتقادي الشخصي أن هذا الرجل الملهم يستحق أن يكون مثالاً يحتذى به ودرسا في الإرادة القوية والصبر والتحدي.
وسعدت كثيرًا لنشر هذا الخبر في منصات التواصل الاجتماعي، حيث سيكون حافزًا وملهما للبعض، لكن للأسف الشديد تفاجأت من التعليقات المنشورة وردود الفعل السلبية غير المسؤولة واستهزاء البعض منه! لا شك أن هؤلاء الأشخاص سامحهم الله جهلة لا يملكون ذرة من الذوق والأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية النبيلة، ولو تأملنا كلمات القرآن سنجد أن كلمة “العلم” ومشتقاتها وردت في القرآن أكثر من 500 مرة، وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالعلم.
قصة هذا الرجل العجوز وغيره بالطبع يجب أن تكون عبرة لشبابنا الذين مازال البعض منهم لا يقدر أهمية التعليم لضمان مستقبله الوظيفي والمعيشي، فأستغرب كثيرًا من بعض الشباب الذين لا ينتهزون فرصًا ذهبية لإكمال دراساتهم العليا حتى وإن حصلوا على منح مجانية من قبل أصحاب العمل! لقد علمتني الحياة أن الفرص لا تتكرر وعلى المرء استغلالها، وأذكر جيداً عندما منحت لي فرصة دراسة الماجستير بعد انقطاع دام 20 عاماً من حصولي على البكالوريوس من قبل جهة عملي، ولا أنكر أنني في البداية لم أكن متحمسًا وكان الأمر بمثابة تحد لي وفي غاية الصعوبة بسبب التزامات العمل والحياة الزوجية ووجود الأبناء والالتزامات الاجتماعية الأخرى، لكن بفضل من الله وتوفيقه تمكنت من التخرج وكان حفل التخرج عيدًا ومناسبة سعيدة لا أستطيع وصفها ونسيت تمامًا كل التعب والتضحيات وسهر الليالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .