قبل فترة كتبت أن من يريد أن ينظر إلى حجم المشاكل والتخبطات في البنية التحتية ما عليه سوى أن ينظر إلى أعمال بعض المقاولين الذين تتعامل معهم الأشغال في “الفرجان”، حيث وصلت المشاكل إلى أقصى الحدود في ظل عدم وجود اهتمام جدي من قبل الجهات المختصة، فالمقاول الذي تتعامل معه الأشغال وتسند إليه مشاريع رصف الطرقات لا يهتم أصلا بسرعة العمل وتقدمه طالما لا يوجد هناك إشراف مباشر ومحاسبة فورية، وفي ضوء هذه الظروف وسوء المتابعة يكون الغليان والسأم من نصيب الأهالي الذين يصبحون ضحية لسوء تنظيم الجهتين، وتتأثر حياتهم وأملاكهم الشخصية كذلك مثل السيارات التي تختفي ألوانها من كثرة الأتربة.
أحد المواطنين من مجمع 805 طريق 516 بمدينة عيسى يقول إن عملية الرصف أمام منزلهم معلقة منذ شهر رمضان، رغم أن المساحة لا تتعدى أمتارا قليلة، ولا تستحق كل هذا الانتظار والعذاب الذي حل عليهم، فالطريق محفور والأنابيب ظاهرة بشحمها ولحمها، والأتربة تبتسم لهم بأسنانها الناصعة، والشقوق ممتدة في كل اتجاه، وكأن “الفريج” منحوتة من العظام تثير الأسى في النفوس، وعندما شاهدت الصور التي أرسلها كانت دهشتي تكبر مع كل صورة، وتذكرت حال مجمعنا 802 والحفريات التي تذيب الصخر، وتنشف الأجساد وتميت الأشجار، حتى تحول كل شيء في “الفريج” إلى خط من الضباب الوهمي تتحرك فيه أجسام موشكة على الموت.
لا نريد أن نستنجد بالعضو البلدي، فقد توقف عقلنا عن التفكير، ونشعر أننا في عزلة تامة، ونعرف كيف سيكون رد الجهة المعنية كمعرفتنا مسار الشمس وقت الغروب، لكننا نريد جوابا مقنعا بصفة علمية.. ما الصعوبة في رصف طريق لا يتعدى طوله أمتارا.. ولماذا كل هذا التأخير؟ نحن لا نتحدث عن مساحة بطول نهر الكونغو حيث يعد الرصف ضربا من الخيال.