العدد 5059
الأحد 21 أغسطس 2022
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
إدخال "السوشال ميديا" المناهج الدراسية
الأحد 21 أغسطس 2022


"السوشال ميديا" الخطر القادم الذي سيزعزع التحصيل الدراسي في المرحلة المقبلة إذا لم يتم تضمين هذه البرامج وطرق استخدامها الآمن والإيجابي في الأنشطة والمناهج الدراسية، فتواجدها على الساحة التعليمية يمثل صمام أمان للطالب والأسرة والمجتمع ككل.
فالجميع يعلم أنه ومع ظروف جائحة كورونا ازدادت أعداد المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك فترة التعليم عن بعد ساهمت في ارتباط الطلبة بمنصات التواصل الاجتماعي بحكم اتصالهم بالبرامج التعليمية عبر الإنترنت، كما اتسعت شريحة الطلبة المشتركين في برامج التواصل الاجتماعي لتشمل طلبة المرحلة الإعدادية والابتدائية، وفي متابعة لآخر الإحصائيات التي يصدرها موقع هوتسوت Hootsuite، وهو منصة عالمية لإدارة الشبكات الاجتماعية؛ تبين ارتفاع نسبة المستخدمين لوسائل التواصل في مملكة البحرين، حيث كان قد وصل في عام 2019 إلى 81 % من السكان، وقفز إلى 99 % في هذا العام.
ولو أخذنا تطبيق الانستغرام على سبيل المثال، فقد وصل إلى مليون مستخدم تقريباً في المملكة حتى هذا العام، وهذه الأرقام تعني أنه لا يكاد منزل يخلو من وجود مستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي، وأصبح الصغار قبل الكبار متعلقين بهذه التطبيقات تعلقاً وثيقاً، بل وأصبحت تمتلك جزءًا من أوقات حياتهم اليومية لا يمكن الاستغناء عنها في الوضع الاعتيادي. لذلك من المهم جداً تضمين هذا النوع من الإعلام "السوشال ميديا" ضمن المناهج والأنشطة المدرسية والتركيز على عدة محاور، أولها أخلاقيات النشر التي بمعرفتها تقي الطلبة الوقوع في المشاكل الأخلاقية والسلوكية التي من الممكن جداً أن تجرهم لارتكاب المخالفات القانونية. ثانياً كيفية التعامل مع الشائعات التي تنتشر والأخبار المتناقلة التي لا مصدر لها من خلال تعريف الطلبة بمعايير الأخبار الموثوقة، حتى يسهل عليهم الحكم على الأخبار المزيفة وأن يتعلموا في ذات الوقت طرق الحماية من الشائعات وعدم المساهمة في انتشارها. ثالثاً التقنين الوقتي لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي حتى لا يتم هدر ساعات طويلة دون فائدة مرجوة. رابعاً تدريب الطلاب على صناعة المحتوى الهادف الذي يساهم في تثقيف ونشر الوعي عند أفراد المجتمع بمختلف فئاته وأطيافه، والابتعاد عن التقليد الأعمى والسعي للشهرة لأجل الشهرة بتقديم محتوى فارغ لا فائدة منه.
وكلنا يعلم مدى خطورة هذه المنصات وكيف تتحول من تواصل بين أفراد المجتمع إلى تراشق وتشويه وتشهير وتنمر وفتنة فيما إذا غاب الوعي والتوجيه والإرشاد، لهذا من الضروري أن يكون هناك تفكير جدي لدى وزارة التربية والتعليم بتدريس "السوشال ميديا" في المدارس حتى يستطيع الطالب التعرف على إيجابياتها وسلبياتها، ومن ثم يسهل إحكام السيطرة على هذه المنصات واستغلالها الاستغلال الأمثل الذي يخدم الفرد والمجتمع والوطن.
من وجهة نظري، حان الوقت لأن يتواجد التعليم الرسمي على منصات التواصل الاجتماعي بشكل أوسع، وأن يكون حاضرا فيها بكل ثقله الإعلامي، لأنه ابتعاده عن هذه المنصات يعني إفساح المجال بشكل غير مباشر لرواج المحتوى التافه والتحديات والمغامرات التي لا فائدة منها ولا تعطي قيمة مضافة إلى عقل من يتابعها، وبالتالي ستكون هذه المنصات بمثابة الخنجر الذي يطعن ظهر التعليم.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .