+A
A-

”دبي أوبرا” و 6 سنوات على قبلة عشاق الثقافة وعروض الموسيقى الكلاسيكية

تبدو مع غروب شمس كل يوم كسفينة شراعية خرجت لتوها من أعماق البحر، نابضة بالحركة وتُـقام على متنها أبهى العروض الاستعراضية وفي فضائها حلقت أشهر الأصوات. إنها ”دبي أوبرا” التي تضيئها “سيمفوني” تلك الثريا المدلاّة ذات الأضواء المتوهجة، مع خلفية مهيبة لنافورة دبي، لتمر ست سنوات كاملة على ذلك المبنى الذي بات قبلة عشاق الثقافة وعروض الموسيقى الكلاسيكية.

في تجربة ممتعة اطلعت وكالة أنباء الإمارات على أحدث التقنيات والتكنولوجيا المتطورة فيما وراء كواليس “دبي أوبرا”، المركز المشرق للثقافة والفنون في دبي، حيث انشغل نحو 40 عاملا بتغيير الديكورات داخل المبنى الذي يعتمد على الخشب في معظم ديكوراته المُنسجمة مع الطبيعة، بدءا من السقف والجدران وليس انتهاء بالمقاعد، وذلك تزامناً مع الاستدامة التي تطمح إليها دولة الإمارات وتعبيرا عن البيئة العربية المرتبطة بألوان الصحراء.

مسؤولو “دبي أوبرا” كشفوا لـ”وام” عن تزامن شهر أغسطس الجاري مع مرور ست سنوات على افتتاح الأوبرا في 31 أغسطس 2016، علاوة على الاحتفال باستقبال مليون زائر استمتعوا بـ1200 عرض من عروض المسرحيات الموسيقية العالمية ، فضلاً عن أشهر مطربي الأوبرا في العالم واستضافة أجمل تجارب الفنون المسرحية والموسيقية وأكثرها أصالة وتشويقاً من دبي والعالم.

وصمم مبنى “دبي أوبرا” على يد المعماري الدنماركي يانوس روستوك، وهو مستوحى من سفينة البوم التراثية والمراكب الشراعية القديمة التي تمزج بين الأصالة والحداثة بشكل يرمز إلى ارتباط الإمارات بالواجهة البحرية، وهو يعتبر تحفة من التصميم المعاصر وإشادة أنيقة بتاريخ دبي البحري، عبر الديكور الخشبي الأنيق مع الزجاج واللؤلؤ.

وتكمن الأسرار والعالم الخفي للمسرح، وراء الكواليس والتفاصيل الأخّاذة في أكثر من 20 غرفة للملابس، قبل أن يشاهد الجمهور قصة “روميو وجوليت”، أوبرا “لا ترافياتا” التحفة الإيطالية، وأداء العالمي إنريكو ماسياس وفرقته، أو حتى الاستمتاع بكلاسيكيات الجاز في أي من طوابق الأوبرا الثلاثة: الطابق الأرضي والشرفة الملكية وجراند سيركل (العلوي).

“دبي أوبرا” تتمتع بالقدرة على تحويل مسرحها المقوّس إلى مساحة أرضية مسطّحة فريدة من نوعها خلال 12 ساعة فقط؛ فعندما تُعاد تهيئة المساحة لفعالية مؤجّرة تصبح مساحة القاعة الإجمالية 1800 متر مربع، هذه المساحة الأرضية المسطّحة يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1000 شخص، وهي مثالية للمناسبات وعروض الأزياء وفعاليات إطلاق المنتجات والمعارض، وما إلى ذلك.

تدعوك قاعة مسرح “دبي أوبرا” إلى إطلاق العنان للشغف، لما تمتاز به من قدرة فريدة على التحوّل، وتتيح هذه المرونة السلسة لـ”دبي أوبرا” استضافة مجموعة متنوّعة من العروض والفعاليات بما في ذلك المسرح والأوبرا والباليه والأوركسترا والحفلات الموسيقية وعروض الأزياء والترفيه المباشر والمؤتمرات والمعارض الفنية، ففي وضعية قاعة الحفلات الموسيقية تم تصميم سلسلة من الأبراج والعاكسات على المسرح وأعلاه لإنشاء غلاف صوتي حول الأوركسترا، ما يتيح بيئة صوتية مثالية للحصول على جودة صوت مذهلة، أما في وضعية المسرح فتصبح المساحة مناسبة للإنتاج الدرامي حيث تتّسع لما يصل إلى 2000 شخص.

كما تـسحرك “دبي أوبرا” بنظام صوت خالٍ من الميكروفونات، وبمواصفات صوتيّة ممتازة في هندسة قاعة المسرح “اكووستيك”؛ إذ يمكن للشخص الجالس في المقعد الأخير أن يسمع بكل وضوح وبنفس الجودة الصوت الذي يصل إلى الفرد الجالس في الصف الأول من الدار، وذلك بفضل ميزة التصميم الذي يوفر خاصية تضخيم الصوت ليصل إلى جميع الحاضرين بنفس القوة والوضوح.

كانت “دبي أوبرا” قد أجرت مسابقة “من المنزل إلى المسرح” وذلك خلال فترات الحظر التي فرضتها ظروف جائحة كورونا، بهدف اكتشاف المواهب الإبداعية في الفنون، وحظيت المسابقة باهتمام واسع ومشاركة أكثر من 1000 مشارك واختارت لجنة التحكيم 8 فنانين، كانت الأولى عليهم فاطمة الهاشمي التي تعتبر أول أوبرالية إماراتية.

يذكر أن “دبي أوبرا” استضافت العديد من حفلات نجوم العرب، فضلاً عن عروض الباليه وغيرها من عروض الأوبرا.