ما رأيكم في هذا المرشح؟ سؤال وجهه الرئيس التنفيذي لأعضاء لجنة التعيين بعد انتهاء المقابلة الشخصية مع أحد المتقدمين للوظيفة الإدارية الشاغرة. قال أحدهم: أنا أعتقد أنه يمتلك القدرات المطلوبة للوظيفة وأنه قادر على إنجاح هذه الوظيفة. كما وأنه يمتلك الشخصية والتوجه الذهني (Attitude) المناسب. علق آخر قائلًا: أنا أرى أنه المرشح المناسب، فهو يؤمن بالإنتاجية وقد عرض أمامنا المشاريع والأفكار والابتكارات التي أنجزها والتي ساهم في إنجازها. عضو ثالث أدلى برأيه قائلًا: 
أتفق مع آراء من سبقني. أنا أرى أنه يمتلك ثقافة عمل تتوافق مع ثقافة مؤسستنا، كما وأن لديه الشغف وحب العمل والإبداع، إنه في رأيي المرشح الأنسب. لم يتدخل الرئيس ولم يدل برأيه حتى الآن لكي لا يؤثر على آراء الآخرين. آخر الآراء التي طرحت كان لأحد نواب الرئيس الذي قال:
أنا لدي بعض التحفظ على ترشيحه وربما أختلف مع الزملاء أعضاء اللجنة. في الحقيقة أنا قمت بتحليل السيرة الذاتية لهذا المرشح وتوقفت كثيرًا عند طريقة وأسلوب كتابته لاسمه، فقد كان يحاول أن يبرز اسمه بطريقة لافتة وبأحرف كبيرة (Capital letters) وبلون مختلف جاذب للانتباه. هذا وكما يعتقد البعض يعني بأن صاحبه يمتلك الـ “أنا” المفخمة أو الـ “ego”، وهذا النوع من الشخصيات يصعب التعامل معها، فهي صعبة الانقياد وترى دائما بأنها تمتلك قدرات استثنائية لا يمتلكها آخرون. 
 خيم الصمت على الحاضرين، الأمر الذي جعل الرئيس يتدخل قائلًا: أشكر الجميع على ما طرحوه من آراء حول هذا المرشح. في الوقع أنا أختلف مع زميلي النائب في استنتاجه المبني على افتراضات وعلى ما يعتقده البعض كما ذكر. أنا مع اختيار هذا المرشح وقراري مبني على حقائق ووقائع عرضت أمامنا. 
 سيدي القارئ، يقول سايمون سينيك في هذا السياق “نحن نصنع أحيانًا الافتراضات حول بعض ما يحدث حولنا في هذا العالم، هذه الافتراضات مبنية ربما أحيانًا على معلومات ناقصة أو أنها مبنية على معلومات غير صحيحة. ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف ورأي نائب الرئيس؟