كثيرة هي القصص والروايات الملهمة، فلا يمر يوم إلا ونقرأ فيه مواقف ومواضيع جديرة بالوقوف عندها، بل ومشاركتها مع الجميع، فقد قرأت خبرًا مؤثرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن الشاب العراقي الذي تبرع بجزء من كبده لإنقاذ والده، نعم هي ليست رواية تلفزيونية أو سينمائية، بل قصة واقعية ودرس في الوفاء والحب والاحترام والتضحية وبر الوالدين حتى آخر نفس.
يقول الخبر إن والد هذا الشاب الشهم كان يعاني من مرض وكاد يفقد حياته لولا الموقف الشجاع لابنه، وللأسف الشديد كانت النتيجة وفاة الابن بسبب تعرضه لمضاعفات بعد إجراء العملية ونجاة الأب، ألا يستحق هذا الشاب أن يكتب عنه ليكون مثالًا يحتذى به، أتمنى من كل قلبي الاستفادة من هذا الموقف الذي علمنا درسًا رائعًا في بر الوالدين، آملًا أن يقرأ هذه القصة أبناؤنا وبناتنا في هذا الزمن الذي نسمع فيه ما يكفينا من قصص مأساوية عن المعاملة السيئة للوالدين وعدم الاهتمام بهما والتقصير حتى في زيارتهما! نعم... أقولها بكل حسرة إن هذا الوضع السائد في مجتمعاتنا، وهناك الكثير من حالات سوء معاملة الوالدين وعدم العناية والاهتمام بهما عندما يكبران في العمر وهما بأمسّ الحاجة للرعاية الصحية ورد الجميل.
إن خدمة الوالدين واجب مقدس، ويتوجب على الأبناء المقتدرين مساعدة آبائهم، وفي حال كانوا غير مقتدرين فالله سيبارك لهم في أموالهم ويعطيهم من الخير الكثير، ونحن نرى اليوم العديد من الأبناء الذين يتخلون عن آبائهم ولا يصبرون عليهم ويدّعون الفقر والحاجة، وأنهم غير قادرين على إطعامهم أو شراء الدواء لهم ورعايتهم فيلقون بهم في دار المسنين.
وأعجبني كثيرًا ما كتبه والد الشاب العراقي عندما نعى ابنه على فيسبوك قائلًا “محمد أنت رحت ابني الشهم والأسد ما راح أنساك إلى أن يأخذ الله أمانته، لأنك زرعت كبدك في جسمي. ابني الوحيد روح إني راضٍ عنك وأفتخر بك ونعم الابن البار الذي ضحى بروحه من أجل من أحبه”. والله من وراء القصد.