وأنا أتابع تقدم منتخبنا الوطني لكرة السلة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2023، وبلوغه التاريخي للمرحلة الأخيرة، استحضرت أياماً مشابهة قبل نحو 15 سنة، عندما تأهل منتخب كرة القدم للمرة الأولى لمنافسات الملحق المؤهلة لمونديال 2006.
وبقدر سعادتي بالتألق السلاوي الرائع، ساورني الخوف مما هو آتٍ في الأيام المقبلة، بوصفها مرحلة التحضير لاستكمال مشوار لم ينتهِ بعد، وفي الوقت ذاته هي مرحلة تسليط الأضواء على منتخب السلة لدعمه وتشجيعه في الأمتار الأخيرة، والتي يستهلها الشهر المقبل باستضافة عمالقة أستراليا على أرضه وبين جماهيره الوفية.
وهنا، أقف مذهولاً من هول المفارقة، فبالأمس القريب، كانت الحشود الجماهيرية تجتمع في استاد البحرين الوطني، لمؤازرة “الأحمر” المتألق في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، فيكون الضغط الجماهيري عنصراً سلبياً على أداء اللاعبين في أرضية الملعب، مما شكل لنا عقدة آنذاك!
وكان أحد الأسباب الرئيسية - النفسية - حيث لم يتعوّد لاعب كرة القدم البحريني على الملاعب المكتظة بالجماهير المترقبة بحماسة غير معهودة، كما أن المنتخب بشكل عام لم يتحمل الكم الهائل من “الشحن الشعبي” المطلق، كما حدث في مباراة ترينداد وتوباغو التاريخية.
أما المغامرة الشجاعة التي يخوضها منتخبنا السلاوي في تصفيات كأس العالم، فلا ينتابني الخوف من عقدة الجمهور، ذلك أن لاعب كرة السلة البحريني اعتاد على اللعب تحت الضغط الجماهيري، بسبب الحضور الغفير في المباريات نظراً لارتفاع منسوب الإثارة والمتعة في مسابقات كرة السلة وخصوصاً كأس خليفة بن سلمان.
لذلك من المؤكد تماماً أننا بحاجة إلى الجمهور في المواجهة المقبلة أمام أستراليا، وإلى دافع معنوي ومادي محفز للاعبين، وإلى أجواء صحية تحافظ على انسجام الفريق وتركيزه، وهذا ما يخيفني بالتحديد، فالمراحل الحاسمة تتطلب من الجميع التعامل بمسؤولية وعقلانية، فكما يقول أشقاؤنا المصريون: “إللي راح حماده.. وإللي جاي حماده تاني”!!
وحتى ذلك الحين، أتقدم بالشكر الجزيل للاعبي منتخبنا الوطني لكرة السلة على تألقهم، وأشد على يد رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد على حسن إدارتهم، وأقدر عالياً جهود الطاقم الفني والإداري المخلصة، وأتمنى في الختام كل التوفيق لمنتخبنا فيما تبقى له من “المشوار الحلم”، وأن تكلل جهود الجميع برفع علم مملكة البحرين في أهم وأرقى الأحداث الرياضية العالمية.